بدأت طاحونة تاريخية تقع في جنوب غرب إنجلترا بالإنتاج نظراً لارتفاع الطلب على الدقيق بسبب وباء فيروس كورونا. وكانت الطاحونة، التي يرجع تاريخها إلى ألف عام مضت، قد شهدت وباء الطاعون في القرن السابع عشر، ووباء الإنفلونزا الإسبانية الذي بدأ عام 1918.
استمرت طاحونة Sturminster Newton في العمل لغاية عام 1970، ثم تم تحويلها بعد ذلك إلى متحف. وكانت تستقبل الزوار فقط في أشهر الصيف ولمرتين في الشهر. حققت هذه الطاحونة إنتاجاً قدره تقريباً 1 طن من الدقيق في الأسابيع الأخيرة.
وفي حوار أجرته معه قناة CNN، يقول السيد بيت لوسمور Pete Loosmoore، مدير المطحنة التاريخية، “كنا نستعد للموسم عندما ظهر فيروس كورونا. واعتقدنا بأنه سنضطر إلى إغلاق المتحف بسبب هذه الأزمة. لكن أدركنا بأن الدقيق قد نفد في الكثير من الأسواق المحلية والناس يبحثون عن الدقيق بتذمر. فأغلقنا الطاحونة أمام الزوار وقمنا بطحن بضعة أطنان من الدقيق في المنشأة”.
يمكن للمطحنة إنتاج ما يصل إلى 30 كيلو غرام من دقيق الخبز يومياً. وقد سلمت المطاحن المتطوعة المئات من عبوات الطحين للأسواق والمخابز المحلية. وأعرب السيد لوسمور عن أن “يبدو الجميع راضين عن هذا الوضع”.
من المعروف أنه كان هناك طاحونة في نفس المنطقة عام 1016، حيث ذكرت في كتاب نُشر عام 1086. لكن، تم بناء الطاحونة الحالية عام 1556، قبل سنوات قليلة من وصول إليزابيث الأولى إلى العرش، وتم ترميمها في عام 1904.
أدت إجراءات الحجر الصحي المتخذة لمواجهة فيروس كورونا في المملكة المتحدة إلى قيام العديد من الأشخاص بصنع الخبز في المنزل، مما أدى إلى نفاد عبوات الدقيق على رفوف الأسواق. وبحسب المعلومات التي قدمها اتحاد المطاحن البريطانية والأيرلندية، فإن مبيعات الدقيق على مستوى الصناعة والمستهلك في عموم البلاد هي أعلى بكثير من المبيعات المعتادة.
تستهلك الأسرة في المملكة المتحدة في الظروف العادية متوسط علبة دقيق واحدة كل ثلاثة أشهر. إن الدولة التي تنتج 100 ألف طن من الدقيق في الأسبوع مكتفية ذاتيا، ولكن إنتاج الدقيق في عبوات صغيرة يتم عادة بكميات صغيرة بسبب انخفاض الطلب. حاليا، يتم إنتاج حوالي 4 ملايين عبوة من الطحين كل أسبوع لتلبية الطلب عليها في الأسواق.