ازداد الإنتاج الزراعي في إيران في السنوات الأخيرة. ومن بين المنتجات الأساسية التي يتم زراعتها هناك القمح والشعير والذرة. ويعتبر القمح من أهم أنواع الحبوب في إيران. حيث يشكل هذا المنتج 70 بالمائة من إجمالي إنتاج الحبوب بشكل عام. ومن المتوقع أن يحقق إنتاج القمح لهذا العام زيادة بنسبة 20 بالمائة عن متوسط السنوات الخمس الماضية، وأن يصل المحصول إلى 16.8 مليون طن. يوجد 350 مطحنة للدقيق في إيران، وتبلغ السعة السنوية لهذه المطاحن 24 مليون طن. أما نسبة السعة المستخدمة فهي عند مستوى 50%.
تقع إيران في فئة البلدان ذات الدخل المتوسط-المرتفع، ويبلغ عدد سكانها 83 مليون نسمة، يعيش 71% منهم في المدن, والدول المجاورة لإيران هي أفغانستان، أرمينيا، أذربيجان، العراق، باكستان، تركيا، وتركمانستان. تشكل الجبال والصحاري 52% من مساحة البلاد، و16 بالمائة من مساحتها يزيد ارتفاعها عن 2000 متر.
يعتبر الاقتصاد الإيراني ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية، وتمتلك إيران احتياطات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. تعتمد البلاد إلى حد كبير على عائدات تصدير المنتجات الهيدروكربونية. لذلك، فإن نموها الاقتصادي يتأثر بشكل مباشر بالتطورات التي تحدث في سوق النفط. حاولت إيران في آخر 20 سنة اتباع سياسة اقتصادية تهدف إلى تنويع عائداتها والحد من اعتمادها على النفط.
تشكل الزراعة في إيران 8 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي. ويعمل في قطاع الزراعة 19 بالمائة من اليد العاملة. وتُعد إيران، الدولة الزراعية الهامة، من بين أكبر 20 منتج في العام لمنتجات مثل القمح والشعير والدجاج والبطاطس. ويتم استخدام طرق تقليدية وحديثة معاً في نظام الزراعة الإيراني. وبالإضافة إلى المزارع صغيرة ومتوسطة الحجم، يوجد في إيران مزارع كبيرة الحجم للأغراض التجارية. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، فإن اجمالي الأراضي المزروعة في إيران يصل إلى 15 مليون هكتار. وتنتشر الزراعة أكثر في الولايات الغربية والشمالية الغربية والشمالية الشرقية من البلاد. تحصل إيران على 80 مليار دولار سنوياً من المنتجات الزراعية، وتستهلك ما قيمته 75 مليار دولار من المنتجات الزراعية داخل البلاد.
ازداد الإنتاج الزراعي في إيران في السنوات الأخيرة. ومن بين المنتجات الأساسية التي يتم زراعتها هناك القمح والشعير والذرة. ويعتبر القمح من أهم أنواع الحبوب في إيران. حيث يشكل هذا المنتج 70 بالمائة من إجمالي إنتاج الحبوب بشكل عام. وبحسب الأرقام الرسمية، غطى الإنتاج المحلي من القمح كامل احتياجات البلاد عام 2006. لكن وبسبب الانخفاض الذي شهده الإنتاج بعد حالة الجفاف التي ضربت البلاد عام 2008، تم اتخاذ قرار بالبدء مجدداً باستيراد القمح. في عام 2008، ضربت البلاد موجة برد قاسية ولحقتها حالة جفاف الأمر الذي أدى إلى ضرب إنتاج الحبوب والبقوليات وخاصة القمح، ولم تتمكن إيران من تحقيق نفس المستوى من الإنتاج فيما بعد.
المواد الغذائية الأساسية: القمح والأرز
على الرغم من اعتماد سوق المواد الغذائية في إيران على أساس السوق الحرة، إلا أن هناك سيطرة من الحكومة على هذا السوق. وتنظم الحكومة بشكل خاص أسعار وورادات منتجات مثل القمح والحليب والأرز والدجاج. وتتدخل الحكومة في هذا المجال عبر اللجنة الاقتصادية وهيئة حماية المستهلك والمنتج، وتدير الواردات من المنتجات التي تفتقر إلى العرض. إضافة إلى ذلك، تلعب هيئة التعاون التجاري الإيرانية المرتبطة مع الحكومة دوراً مؤثراً في شراء المنتجات الغذائية الهامة وتخزينها وتوزيعها.
يأتي كل من القمح والأرز في مقدمة المواد الغذائية الأساسية في إيران. ويظل الخبز المصنوع من القمح في أن يكون مصدر الطاقة الرئيسي تقليدياً. وتعد إيران أحد الدول الرائدة في العالم في استهلاك الفرد الواحد للقمح، لكن لم يتم رصد أي زيادة في نسب الاستهلاك منذ سنة. أما استهلاك الفرد الواحد للأرز فلقد ازداد بشكل تدريجي مع الوقت. ومن الجدير بالذكر زيادة استهلاك الأرز بدلاً من القمح مع زيادة الدخل. مع ذلك، فلقد انخفض استهلاك الأرز في السنوات القليلة الأخيرة بشكل طفيف. ومن المتوقع أن تحقق إيران الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأرز في غضون السنة المالية الحالية. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج الأرز سيزداد بنسبة 42% هذا العام، وسيقترب من مستوى 3 مليون طن. وبحسب وزير الزراعة الإيراني، إن هذه الكمية ستلبي الطلب الداخلي بشكل كامل، ولن يكون هناك حاجة للاستيراد.
يُعتبر القمح منتجاً زراعياً تخصص له معظم الأراضي الزراعية في إيران. وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في آخر 5 سنوات 6.6 مليون هكتار. تُعد إيران واحدة من أكبر 15 منتج للقمح في العالم، حيث يبلغ متوسط إنتاجها من القمح 13.4 مليون طن. ويبلغ إنتاج الهكتار الواحد أكثر من 2 طن بقليل، ويمكن مقارنة أدائها من هذه الناحية بأداء روسيا وأستراليا. يتم في إيران ريّ 40 بالمائة من الأراضي المزروعة بالقمح، ويصل العائد في هذه المناطق إلى 3 مليون طن للديكار الواحد.
توقع زيادة بنسبة 20 بالمائة في إنتاج القمح
من المتوقع أن يكون إنتاج القمح في إيران هذا العام أعلى بنسبة 20 في المائة من متوسط السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن يصل المحصول إلى 16.8 مليون طن. ساعد سقوط الأمطار في البلاد بشكل مناسب للقمح على تجنب الضرر الذي تسببت به الفيضانات التي حدثت في شهر مارس. وتخطط الحكومة الإيرانية لشراء 10 مليون طن من القمح من حصاد موسم 2019 لإلغاء الاعتماد على الاستيراد في الاستهلاك الداخلي. وأعلن السيد كافي زيرغيران، الأمين العام لاتحاد الصناعات الغذائية الإيراني، أنه من المتوقع أن يتم استيراد 3 مليون طن من القمح في العام الذي سينتهي بحلول تاريخ 21 مارس.
يُزرع الشعير في إيران في آخر 5 سنوات على مساحة تبلغ وسطياً 1.6 مليون هكتار سنوياً، ويبلغ المحصول من الشعير 3 مليون طن. أما إنتاج الشعير بالنسبة للهكتار الواحد هو 1.9 طن. أما بالنسبة للأرز والذرة، فيتم زراعتهما على 10 بالمائة تقريباً من الأراضي الزراعية في البلاد. ويبلغ إنتاج الأرز في الهكتار الواحد حوالي 4.2 طن، أما الذرة 6.3 طن.
تعتمد إيران، التي تواجه صعوبات مادية في الحصول على منتجات الحبوب الأساسية والتي يزيد عدد سكانها تدريجياً، بدرجة كبيرة على الاستيراد لتلبية احتياجاتها. في الفترة 2011-2015 ، تمت تلبية 23 بالمائة من استهلاك القمح و29 بالمائة من الشعير و52 بالمائة من الأرز و71 بالمائة من الذرة من الخارج. تستورد إيران الذرة من البرازيل والأرجنتين وأوكرانيا. واردات الأرز كلها تقريبا من الهند.
قطاع المطاحن في إيران
يوجد في إيران 350 مطحنة دقيق حيث يتم زراعة 6 مليون هكتار من القمح. تشير هذه الأرقام إلى أن إيران تعد لاعباً هاماً فيما يتعلق بالحبوب في المنطقة. يستهلك الفرد الواحد في إيران 160 كيلو غرام في السنة، وهذا يضع إيران في المركز الثاني عالمياً في هذا المجال. يستهلك الشعب الإيراني الخبز بـ 6 أضعاف أكثر من المتوسط العالمي، ويتم إنتاج 15 مليون طن سنوياً في البلاد. 20% من هذا الإنتاج تغطيه مصانع الخبز، بينما تنتج الأفران التقليدية الباقي. ويتم إرسال 2% فقط من الدقيق المخصص للأفران إلى مصانع الخبز الصناعية. و98% الباقية تستخدمه أفران الحيّ التقليدية. تدعم الدولة 80% من الدقيق المستخدم في البلاد، بينما يتم بيع الباقي بأسعار السوق.
عقدت كل من إيران وكازاخستان وروسيا اتفاقية في عام 2019 اتفقوا فيها على تصدير القمح إلى إيران عبر بحر قزوين. تهدف الحكومة الإيرانية بذلك إلى ملء سعة عطالة الأفران في البلاد بواسطة القمح المستورد، وبيع الدقيق الذي تنتجه للأسواق الخارجية عبر خليج البصرة. وبحسب الخطة، سيتم تصدير كامل كمية القمح المستوردة على شكل دقيق. في حين سيتم استهلاك القمح المنتج داخل البلاد في السوق الداخلية.
تشتري هيئة التجارة الحكومية الإيرانية القمح المطحون من الأسواق العالمية، وتقوم بإدارة أعمال تخزين الحبوب. كما تشتري هذه الهيئة ايضاً جزءاً من القمح المحلي المدعوم حكومياً بسعر عال.
تشتري المطاحن الإيرانية القمح من هيئة التجارة الحكومية. ويتم تعزيز الدقيق المنتج بالحديد وحمض الفوليك. يوجد في إيران 350 مطحنة دقيق، وتبلغ سعة هذه المطاحن 24 مليون طن سنوياً. أما نسبة السعة المستخدمة فهي عند مستوى 50%.
هناك احتمالية كبيرة لزيادة الإنتاج الزراعي في إيران. وللتمكن من تقييم هذه الاحتمالية، يجب استخدام الموارد بفعالية، والحد من الإسراف في المواد الغذائية، وتحسين المواصلات والبنية التحتية.