BLOG

تبحث باكستان عن مستثمرين لتحديث مطاحنها

20 شعبان 14404 دقيقة للقراءة

«تعتبر باكستان لاعب هام في سوق الحبوب العالمي، ومن أهم منتجات الحبوب لديها، القمح والأرز. باكستان هي من الخمسة الأوائل في تصدير الأرز. حيث يبلغ إنتاج القمح السنوي للبلاد حوالي 25-26 مليون طن. قطاع المطاحن في البلاد قطاع حيوي، بسبب تخصيص جزء كبير من القمح الذي يتم انتاجه في باكستان للاستهلاك الداخلي. لكن باكستان اليوم تبحث عن مستثمرين لتحديث مطاحنها. كما أن هناك فرصاً لتحسين ممارسات الاقتصاد الزراعية في البلاد وإنتاج المزيد من القمح لتلبية الاحتياجات من الغذاء للعدد المتزايد من السكان. ولكافة هذه الأسباب، من المهم متابعة السوق الباكستاني. لأن هناك إمكانية للنمو من أجل انتاج واستهلاك كل من القمح والأرز. وستؤدي التحديثات التي سيتم اجراؤها في قطاع المطاحن لكلا المنتجين إلى زيادة المحصول في سلسلة التوريد، واكتساب القوة التنافسية في الجهود المبذولة لتصدير الحبوب.»

جوروسوامي شاندراشيخار* تركز باكستان على تصدير الأرز باعتبارها لاعب مهم في سوق الحبوب العالمي. تأتي باكستان في هذا المجال في المرتبة الخامسة بعد الهند، تايلاند، فييتنام والولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تقوم بتصدير القمح بنفس الكمية.

يتم انتاج 490 مليون طن من الأرز سنوياً حول العالم، وحجم صادراتها من هذا المنتج حوالي 48 مليون طن. يتم في باكستان انتاج 7 مليون طن من الأرز سنوياً. لكن تنبع الأهمية الحقيقية للبلاد من الكميات التي تصدرها.

يتم تصدير 10 بالمائة فقط من الأرز الذي يتم انتاجه في العالم. أما باكستان، فهي تبيع للخارج حوالي 3.5- 4 مليون طن من الأرز سنوياً. أي أنها تصدر أكثر من نصف ما تنتجه.

يتم دعم انتاج الأرز في البلاد بالزراعة المفيدة حسب الظروف المناخية. ومن المتوقع زيادة انتاج الأرز بشكل تدريجي مع تطور الممارسات الاقتصادية للزراعة. إن أنواع الأرز المنتج في الباكستان، بما فيها أرز الحبة الطويلة، هي مرغوبة في الكثير من الأسواق وخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

أما وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) فتتوقع بأن الباكستان ستقوم بإنتاج 7.4 مليون طن من الأرز في الفترة 19-2018، وبأنها ستقوم بتصدير حوالي 4.25 مليون طن منه. بعد ارتفاع محصول الأرز في الباكستان، انخفض سعر الطن الواحد من الأرز بنسبة 5 بالمائة ليصل إلى 365 دولار.

وبحسب المجلس العالمي للحبوب، سيميل انتاج الأرز في العالم إلى الازدياد على مدار الخمس سنوات القادمة. لكن الاتجاه التصاعدي في كميات الاستهلاك سيستمر في الانخفاض. يُرى المخزون الموجود لدى كبار المصدّرين، بما فيهم باكستان، على أنه مخزون مستقر بشكل عام. أي أنه من غير المتوقع أن يطرأ تغيير كبير على سوق الأرز العالمي في هذه الفترة.

بالإضافة لذلك، من المتوقع أن تستمر الهند وتايلاند في هيمنتهما على أسواق التصدير بشحنات 10 طن كل شحنة والتي سيقومون بتصديرها سنوياً. ستأتي بعدهما فييتنام بتصدير 7 مليون طن. أما بالنسبة لصادرات الباكستان والولايات المتحدة الأمريكية من الأرز، فمن المتوقع أنها ستنخفض بشكل طفيف حسب الحصاد.

القمح:

يعتبر القمح من منتجات الحبوب الأساسية في باكستان. لكن وعلى عكس الأرز، ليس لباكستان دوراً كبيراً جداً على الصعيد العالمي في انتاج القمح واستهلاكه وتجارته. ومع ذلك، أصبح هذا المنتج من أهم منتجات الحبوب في البلاد نظراً لاعتماد الجميع عليه تدريجياً كمادة غذائية أساسية في البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 170 مليون نسمة.

تنتج باكستان أقل من 4 بالمائة من القمح الذي يتم انتاجه على مستوى العالم والذي يبلغ حوالي 700 مليون طن. يبلغ انتاج البلاد السنوي من القمح 25-26 مليون طن، أما استهلاكه فهو حوالي 24-25 مليون طن. وتطبق الحكومة نظاماً معيناً لشراء القمح. ولقد أشارت الحكومة إلى أنها قامت بشراء 6 مليون طن من القمح بعد الحصاد الأخير.

وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، يبيع المنتجون في باكستان القمح للحكومة التي دفعت 310 دولار في الطن الواحد. يعتبر هذا السعر من أفضل الأسعار المقدمة لمنتجي القمح على مستوى العالم. وتشير التقديرات بأنه يوجد حالياً 10.8 مليون طن تقريباً من القمح في المخازن العائدة على الحكومة.

من المتوقع أن تبقى صادرات القمح في موسم الانتاج القادم في البلاد أقل بقليل من 1 مليون طن. ويجري التخطيط لبيع 800 ألف طن من هذه الكمية لخارج البلاد بشكل مدعوم، وتصدير ما يعادل 200 ألف طن من القمح إلى أفغانستان.

يوجد قطاع مطاحن حيوي في باكستان وذلك بسبب الاستهلاك الداخلي لجزء كبير من القمح الذي تنتجه البلاد. وجاري البحث عن مستثمرين لتحديث المطاحن. بالإضافة لذلك، هناك فرصاً لتحسين ممارسات الاقتصاد الزراعية في البلاد وإنتاج المزيد من القمح لتلبية الاحتياجات من الغذاء للعدد المتزايد من السكان.

ولكافة هذه الأسباب، من المهم متابعة السوق الباكستاني. لأن هناك إمكانية للنمو من أجل انتاج واستهلاك كل من القمح والأرز. وستؤدي التحديثات التي سيتم اجراؤها في قطاع المطاحن لكلا المنتجين إلى زيادة المحصول في سلسلة التوريد، واكتساب القوة التنافسية في الجهود المبذولة لتصدير الحبوب.

(إنج. شاندراشيخار خبير اقتصادي ومحرر ذو أقدمية ومحلل سياسي مختص في أسواق السلع والتجارة الزراعية العالمية. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط. بريد الكتروني: gchandrashekhar@gmail.com )

مقالات في فئة ملف البلد
02 صفر 14446 دقيقة للقراءة

سوق الحبوب الهندي

21 ذو القعدة 14438 دقيقة للقراءة

سوق الحبوب في الاتحاد الأوروبي