«تتراوح تقديراتنا لإنتاج القمح الروسي الحالي ما بين 81 و85.5 مليون طن. هذا سيسمح لروسيا بتصدير ما بين 38 و42 مليون طن، وستتمكن روسيا من الحفاظ على موقعها كرقم واحد في السوق العالمية. من المتوقع أن تصدّر روسيا في الفترة 2018/19 ما يقارب 250 ألف طن من دقيق القمح، كما يفكر أصحاب المطاحن لدينا في كيفية زيادة هذا الرقم في المستقبل القريب.»
ديميتري رايلكو
المدير العام
شركة IKAR LLC
موسكو
ارتقت روسيا في السنوات الأخيرة لتحتل موقع أكبر مصدّر للحبوب في العالم. وأتذكر جيداً بأن مؤسسة IKAR قد توقعت مثل هذا التطور قبل 15 عاماً. لكننا كنا نعتقد بأن ذلك سيتحقق بدءاً من 2020. لكن مرّ الوقت بشكل أسرع مما توقعنا... إلى جانب كونهم في المرتبة الأولى عالمياً، فإن المزارعين الروس، وخاصة المتواجدون منهم في المناطق الجنوبية التي تركز على التصدير، يحافظون على هوامش إنتاج قوية جداً.
إن انخفاض قيمة الروبل الروسي (بسبب العقوبات وتقليل أسعار النفط)، والظروف الجوية المواتية، واللوائح الحكومية المعقولة، وعدم انخفاض أسعار القمح والحبوب الأخرى كثيراً، ومزيج من التطورات مثل التحسينات المستمرة التي يتم تطبيقها على طول سلسلة التوريد الأفقية في القطاع الخاص -من الزراعة إلى التوريد إلى الموانئ- كل ذلك قد مهد الطريق لبروز قصة النجاح هذه.
تمتلك البلاد بنية مناسبة في أراضيها الزراعية: بُنى مختلفة من المزارع التي تغطي أراضي تبلغ مساحتها مئات الآلات من الهكتارات (بعضها ينتج ويبيع 1 مليون طن من الحبوب) إلى المزارع التجارية الأصغر نسبياً بمساحات تتراوح من 500 إلى 1000 هكتار. يوفر هذا الأمر تشكيلات مختلفة، من اقتصاديات الحجم الكبير إلى التوجه للجودة. إضافة لذلك، استفاد المزارعون الروس في السنوات الأخيرة، وخاصة المتواجدون منهم في جنوب البلاد، من المنافسة القوية في الأسواق محلية المنشأ. حيث دخل العشرات من المشترين، بما فيهم المصدّرون الكبار، في منافسة قوية من أجل حبوب المزارعين. وأضحى من المألوف أن تتنافس أعداد كبيرة من الشركات المعروفة وتتسابق على شراء جميع القمح الموجود في مزرعة كبيرة ما مرة واحدة...
وبنتيجة هوامش الإنتاج الأقوى بكثير في الفترة 2018/19، فمن المتوقع أن تشكل الأراضي الزراعية للقمح الشتوي المساحات الأوسع في تاريخ روسيا في الفترة 2109/20 القادمة. ولوقت قريب، كان معدل الوفيات لدى النباتات في فصل الشتاء مرتفعًا للغاية: كان من المتوقع أن تتخطى مساحة 800 ألف هكتار حسب التقديرات الأولية. لكن لم يُلاحظ ذلك تقريباً في المناطق الجنوبية التي تركز على الاستيراد. حتى أنه سيُعاد زراعته مع القمح الربيعي.
حتى هذا الوقت كانت ظروف زراعة كل من القمح الشتوي والقمح الربيعي مناسبة جداً بحلول نهاية شهر مايو. بالطبع يجب أن يتم النظر فيما إذا كان هناك مفاجأة غير سارة فيما يتعلق بالقمح الشتوي (حالات مثل الحرارة الشديدة أو هطول المطر في جنوب روسيا)، أما القمح الربيعي فلقد بدأ بالتشكل مؤخراً أو تمت زراعته للتو فقط.
تتراوح تقديراتنا لإنتاج القمح الروسي الحالي ما بين 81 و85.5 مليون طن. هذا سيسمح لروسيا بتصدير ما بين 38 و42 مليون طن، وستتمكن روسيا من الحفاظ على موقعها كرقم واحد في السوق العالمية.
نتوقع العديد من التغيرات البنيوية والاستثمارات في السوق المحلية للتصدير في السنة القادمة. فلقد دخلت شركة VTB Capital، المؤسسة العملاقة التابعة للدولة، بقوة في مشروع البنية التحتية لتصدير الحبوب. وسيكون هناك استثمارات هامة في العديد من محطات الحبوب. أما المنشأة الكبيرة فسيتم بناؤها من الصفر. وسنشهد تطورات مبتكرة في قطاع النقل الري واستثمارات قوية في عربات الحبوب الحديثة والعبارات النهرية-البحرية.
من المتوقع أن تصدّر روسيا في الفترة 2018/19 ما يقارب 250 ألف طن من دقيق القمح، كما يفكر أصحاب المطاحن لدينا في كيفية زيادة هذا الرقم في المستقبل القريب. أما بالنسبة لصادرات نخالة القمح، فمن الممكن أن تصل إلى 550 ألف طن، وهذه تعتبر كمية كبيرة بالنسبة للسوق التركي.
في كل الأحوال، من المهم الحفاظ على وسط من التنافسية العالية للقطاع. ويجب على اللاعبين في هذا القطاع العمل أيضاً على قضايا سلامة الحبوب. حيث أعرب بعض الزبائن الأجانب في الآونة الأخيرة عن قلقهم بشأن مسائل جودة قمحنا وسلامته. ونرى بأن الجهات الناظمة تبذل جهدها من أجل اجراء التحسينات في هذا الموضوع.
يعرف أصحاب المصلحة في هذا القطاع بأن كونهم في المرتبة الأولى ليست مجرد مسألة تدعو إلى الفخر، ويعلمون بأن ملايين الناس في أكثر من 70 دولة يعتمدون على القمح الروسي ويلقون مسؤولية كبيرة على أكتافهم.