BLOG

الخطر الذي ينتظر القمح

07 جمادى الأولى 14412 دقيقة للقراءة

نامك كمال بارلاك

محرر

يواجه البشر كارثة بيئية لم يسبق لها مثيل أبداً من ناحية حجمها: وهي التغير المناخي. لقد بدأت آثار التغير المناخي العالمي بالظهور من الآن. فالفيضانات غير المسبوقة، وحالات الجفاف، و تقلبات درجات الحرارة، وحرائق الغابات، والأعاصير الضخمة تنتشر وتعصف في جميع أنحاء العالم. فبحسب التقرير الأخير الخاص بالاحتباس الحراري الصادر عن الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ (IPCC)، ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 1 درجة مئوية، وسيرتفع أكثر ليصبح ما بين 1.5-2.0 إلى 6.4 درجة مئوية بحلول عام 2100. وقد أظهرت الدراسات بأن المحصول في جميع الحبوب، وخاصة في القمح والذرة، هو في انخفاض بعد تجاوزه عتبة 2 درجة.

كشفت دراسة جديدة منشورة في مجلة Science Advances لمرة أخرى كذلك عن التدابير العاجلة الواجب اتخاذها في هذا الموضوع. وبحسب التقرير الذي أعده أكاديميون من مؤسسات مختلفة موجودة من بينها المعهد العالمي لتحليل الأنظمة التطبيقية في النمسا وجامعة أركنساس في الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه من الممكن لحالات الجفاف الشديد التي تحدث بسبب التغير المناخي أن تؤثر على ما نسبته 15 بالمائة تقريباً من مناطق زراعة القمح في الوقت الحالي. ويحذر التقرير من أنه وعلى الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن الاحتباس الحراري يمكن أن يبقى أعلى بدرجتين مئويتين كحد أقصى من المستوى الذي كان عليه قبل الثورة الصناعية، إلا أن ما يقرب من 30 بالمائة من مناطق إنتاج القمح في العالم قد تتعرض لحالة جفاف متزامنة ما بين عامي 2041 و2070. وقد ترتفع هذه النسبة في نهاية القرن لتصل إلى 60 بالمائة. أي أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير للحد من تأثير التغيرات المناخية، فإن 60 بالمائة من مناطق زراعة القمح في جميع أنحاء العالم ستتعرض لخطر الانقراض بحلول نهاية هذا القرن.

نأمل بأن تشجع هذه الأبحاث والتقارير، التي هي بمثابة جرس إنذار، على اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة...

مقالات في فئة محرر