«إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض 2 درجة مئوية، سيتدهور الأمن الغذائي وتتدهور المكونات الغذائية والمحاصيل، والثروة الحيوانية، والثروة السمكية وتربية الأحياء المائية وذلك بسبب الأحداث الجوية القاسية. وسيؤدي ارتفاع الاحترار العالمي بمقدار 2 درجة مئوية إلى تفاقم المشاكل الزراعية أكثر في مناطق مثل، جنوب وغرب أفريقيا، الأمازون، وسط أوروبا، البحر الأبيض المتوسط، وخاصة منطقة الساحل الأفريقي. يقع بلدنا أيضاً على حوض البحر المتوسط الذي من المتوقع أن يكون الأكثر تأثراً بالتغييرات المناخية. ويجب أن نتوقع بحلول نهاية هذا القرن بأن تقل محاصيل القمح في تركيا بنسبة 27%، والأرز بنسبة 14.4%، والذرة بنسبة 33.3%. أملنا هو أن تتخذ الدول الاحتياطات اللازمة نظراً لخطورة الوضع، وأن تجنبنا هذه النتائج السيئة.»

أركادي زلوتشيفسكي Arkady Zlochevsky رئيس اتحاد الحبوب الروسي
نجحت روسيا في الآونة الأخيرة في الاستحواذ على نصف سوق القمح العالمي بفضل حصادها الخصب وأسعارها الجاذبة. وأصبحت روسيا عام 2016 الرقم واحد في تصدير القمح، في حين أن أكبر منافسيها وهي الولايات المتحدة الأمريكية لا يُتوقع لها استعادة هذا المركز منها في وقت قريب. وازدادت منذ أوائل الألفينات وحتى اليوم حصة روسيا في سوق القمح العالمي بمقدار أربعة أضعاف. حيث حصدت في الموسم الماضي 135 مليون و 400 ألف طن من الحبوب، وهو رقم قياسي، وصدرت أيضاً أكثر من 40 مليون طن من القمح.
يعتقد الخبراء أن روسيا ستعزز مكانتها في السوق العالمية على الرغم من الخسائر التي تسبب بها الجفاف هذه السنة. وتقدر شركة SovEcon للاستشارات بأنه سيتم في روسيا انتاج 110.2 مليون طن من الحبوب في موسم 19/2018. ومن المتوقع في هذه الفترة أيضاً أن يتم انتاج 70.7 مليون طن من القمح (ثالث أكبر حصاد في تاريخ روسيا).
تحاورت مجلة ميلر Miller Magazine مع أركادي زلوتشيفسكي Arkady Zlochevsky رئيس اتحاد الحبوب الروسي، الذي لعب دوراً هاماً في أن تتزعم روسيا تصدير القمح في العالم. زلوتشيفسكي هو شخص ذو خبرة كبيرة يشغل هذا المنصب في هذا الاتحاد منذ عام 2002. وفي الحين الذي يقوم فيه أعضاء الاتحاد بإنتاج الدقيق وعلف الحيوانات في البلاد، فإنهم يلبون 95 بالمائة من صادرات القمح.
تحدث زلوتشيفسكي لمجلة ميلر خلال المؤتمر الدولي العاشر لتجارة الحبوب الذي عُقد في أنطاليا، وتطرق في حديثه على القواعد في سوق الحبوب العالمي وأوجه التعاون الروسية التركية الفعالة في هذا السوق. وأكد على أن روسيا لديها القدرة والموارد اللازمة لزيادة صادراتها من القمح.
وفيما يلي الحوار الذي أجراه أركادي زلوتشيفسكي، رئيس اتحاد الحبوب الروسي، مع مجلة ميلر...
سيد زلوتشيفسكي، هل تقدموا لنا معلومات موجزة حول اتحاد الحبوب الروسي؟
إن اتحاد الحبوب الروسي هو أكبر الاتحادات وأكثرها فعالية في قطاع الزراعة في هذا البلد. ويضم في بنيته أكثر من أربعمائة شركة وغيرها من أشكال الملكية. أكثر من خمسين بالمائة من أعضائه هم في المقام الأول شركات تصنيع وتخزين ومعالجة الحبوب. وتمثل شركات معالجة الحبوب، بما فيها أيضاً شركات البنية التحتية، ثمانية عشر بالمائة من اتحاد الحبوب الروسي. ويشكل أعضاء الاتحاد 25 بالمائة تقريباً من مصنعي الحبوب الروس، وأكثر من نصف مصنعي الدقيق وعلف الحيوانات، وثلثي المبيعات الكلية لسوق الحبوب الروسي، و95 بالمائة أيضاً من صادرات منتجات الحبوب المعالجة. يهدف اتحادنا إلى تطوير ودعم سوق الحبوب الروسي ليصبح أكثر استقراراً، وزيادة جودتنا وقدرتنا التنافسية في أسواق الحبوب الداخلية والخارجية.
زادت صادرات القمح الروسي بشكل ملفت في السنوات الماضية. روسيا الآن هي الرقم واحد في تصدير القمح. كيف حققت روسيا هذا النجاح؟
كما قلتم، روسيا الآن هي المصدّر الأكبر في العالم للقمح. نحن ننتج القمح بكميات أكبر مما نحتاجها، وأصبحنا بفضل هذا القمح الزائد أكبر مصدّر له. وبدأنا عام 2000 بتصدير هذا القمح الإضافي لدينا. بالنسبة لروسيا، القمح هو العنصر الأكبر بين الحبوب، ودعوني أشير هنا إلى أنه يوجد حبوب روسية في جينات القمح الكندي.
ما هي توقعاتكم المستقبلية حول صناعة الحبوب الروسية؟ وهل تعتقدون بأن سيكون من الممكن أن تزداد صادرات الحبوب الروسية أكثر؟
نعم، ستزداد صادرات القمح. سنزيد حصادنا. سيكون لدينا الكثير من القمح، وبالتالي سنشحن حبوباً أكثر إلى الأسواق العالمية.
ما هو أكبر تحدّ يواجه صادرات الحبوب الروسية؟
يتحتم عليّ أولاً في هذا الموضوع أن أذكر التشريعات غير المستقرة. فهذه هي المشكلة الرئيسية. فنحن لا نرى القيود كمشكلة كبيرة.
هل تعتقدون بأن هناك مشكلة في الجودة فيما يتعلق بالقمح الروسي؟
بالتأكيد لا أعتقد بأن هناك مثل هذه المشكلة. فهذا الأمر ليس عبارة عن تكهنات وتخمينات أفراد. يوجد في روسيا قمحاً من كل الأنواع. هناك شروط معينة في بعض العقود، ونحن نتبع هذه الشروط أيضاً. إذا طُلب قمحاً بجودة منخفضة فيتم توفير قمحاً لهذه الشركة بتلك الجودة. نحن نقوم بإنتاج قمحاً بجودة منخفضة. فجودة القمح، سواءً كانت منخفضة أو عالية، هي قضية مرتبطة بالمشتري. فإذا أراد المشتري قمحاً بجودة أعلى، فنحن نؤمنه له أيضاً.
ما هو برأيكم دور منطقة البحر الأسود في سوق الحبوب العالمي؟
تحدد منطقة البحر الأسود أسعار القمح لكونها رائدة في عرض القمح. تحدد هذه المنطقة التوازن في أسواق الحبوب. البحر الأسود هو المنطقة الرئيسية لعرض القمح.
بما أنكم ذكرتم موضوع الأسعار...ما هي العناصر الرئيسية التي تؤثر على تسعير الحبوب؟
المخزون بشكل خاص هو عنصر أساسي في تحديد أسعار القمح. الأسعار الآن متوازنة. أما السنة الماضية، فلقد كانت أسعار الموسم الماضي تنخفض بسبب المخزون.
إن سعة التخزين أمر مهم جداً بالنسبة لتجارة الحبوب وتصديرها. هل يوجد لدى روسيا أي خطة استثمارية في هذا الموضوع؟
لا يوجد لدينا خطة استثمارية بالنسبة لنا كاتحاد. لكن بالتأكيد يوجد مثل هذه الخطط لدى أعضائنا. حيث أنه يجب على الكثير من الشركات أن تزيد سعة تخزين الحبوب. (ملاحظة المحرر: تمتلك روسيا سعة تخزينية للحبوب قدرها 120 مليون طن تقريباً)
سيد زلوتشيفسكي، أنتم من الأسماء ذات الخبرة العالية للغاية في هذا السوق. ما هو نوع التغييرات التي لاحظتموها في صناعة الحبوب في السنوات الأخيرة؟
حصل الكثير من الثورات في هذا السوق. نحن الآن في طور التطور. إن تدخل السياسة في سوق الحبوب هذا هو أداة تقليدية. لكن يجب أن تكون السياسة بعيدة عن هذا المجال الآن. من الواضح أنني لست ميالاً لتدخل السياسة في هذا السوق، ولست راضياً عن مخاطر ذلك. أي إذا استمر الحال على هذا المنوال، فنرى أن تقوم بعض العناصر السياسية بثورة في هذا المجال.
ما هو رأيكم حول مستقبل تجارة الحبوب النامية بين روسيا وتركيا؟
برأيي علاقاتنا مع تركيا الآن مستقرة للغاية. فنحن نحسن علاقاتنا. فتركيا هي ثاني أكبر مشتر للقمح الروسي بعد مصر، وهي أكبر مورد للدقيق في العالم. شهدنا الكثير من الخلافات التجارية، لكن كل شيء تغير الآن. هناك العديد من القيود على التجارة. لكن الآن لا يوجد قيود بين بلدينا. أعتقد أن كل شيء يجب أن يسير بشكل جيد من أجل تطوير علاقات الشراكة بين بلدينا.