BLOG

حظر استيراد القمح يهدد ريادة الدقيق التركي في الصادرات

01 ربيع الثاني 14465 دقيقة للقراءة

«إن حظر استيراد القمح الذي فرضه مكتب محاصيل التربة (TMO) حتى 15 أكتوبر شكّل مرحلة شديدة الصعوبة بالنسبة لقطاعنا. إن حظر الاستيراد وما تبعه من حالة عدم اليقين في أسعار القمح يمثلان تحدياً كبيراً للحفاظ على موقعنا الريادي في الأسواق العالمية.» 

تحتل تركيا المرتبة الأولى عالمياً في تصدير الدقيق منذ عشر سنوات. حيث يغطي منتجو الدقيق الأتراك حوالي 30% من تجارة الدقيق العالمية من خلال تصدير نحو 4 ملايين طن سنوياً. ويعود السبب الرئيسي لريادة تركيا في هذا المجال إلى ميزتي اللوجستيات والأسعار التي تتمتع بهما بفضل قربها من دول مثل روسيا وأوكرانيا، اللتين تغطيان جزءاً كبيراً من تجارة القمح العالمية، بالإضافة إلى قربها من الدول المستوردة للدقيق. حتى الآن، كان القطاع يعتمد على الاستيراد ضمن نظام المعالجة الداخلية من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية مع الأسعار العالمية. ولكن حظر استيراد القمح الذي فرضته مكتب محاصيل التربة (TMO) حتى 15 أكتوبر أدى إلى انخفاض كبير في الصادرات وخسائر في الأسواق. ولتسليط الضوء على هذه المسألة، أجرينا حواراً مع السيد خلق تزجان، رئيس اتحاد منتجي الدقيق في تركيا (TUSAF)، وهو المؤسسة التي تمثل صوت القطاع.


يدعو رئيس اتحاد منتجي الدقيق في تركيا (TUSAF)، خلوق تزجان، الجهات الحكومية إلى تزويد مصنعي الدقيق بالقمح حسب الأسعار العالمية، وذلك لمنع الأسواق ذات الأهمية الكبيرة للقطاع من السيطرة عليها من قبل الدول المنافسة. وفيما يلي إجابات رئيس اتحاد TUSAF، السيد تزجان، على أسئلتنا:

سيد خلوق، لقد كان موسماً صعباً. كيف كان الوضع هذا العام بالنسبة لأسواق الحبوب؟ وهل يمكنكم تقييم موسم الحبوب في تركيا لعام 2024؟

لقد استقبلنا عام 2024 بظروف استثنائية، حيث واجه قطاع الطحن العديد من التحديات والمشاكل غير المعهودة. وقد أنهينا الموسم بنفس مستوى التوتر والصعوبات وعدم اليقين الذي بدأنا به. وبالنظر بشكل عام، نجد أن أسواق الحبوب لعام 2024 كانت أقل إنتاجية مقارنة بالعام الماضي. ولكن عند مقارنتها بسنوات أخرى حققنا فيها معدلات إنتاج متوسطة، يمكن القول إننا شهدنا موسم حصاد متوازن. ومن خلال نتائج موسم الحصاد هذا، يمكنني القول إنه لم يكن عاماً صعباً كالسنوات التي واجهنا فيها الجفاف، وقد حققنا إنتاجاً كافياً من القمح يغطي احتياجاتنا. ونتوقع أن نكون قد أنهينا الموسم بإنتاج قدره حوالي 20 مليون طن من القمح.

بدأت الأسواق العالمية في عامي 2023 و2024 بارتفاع ملحوظ، ولكن بسبب انخفاض العرض، استمرت في الانخفاض. تواجه الدول في جميع أنحاء العالم صعوبات كبيرة في مكافحة التضخم. وبعد فترة ارتفاع الأسعار الناتجة عن جائحة كوفيد-19، شهدنا تأثيرات تغير المناخ والجفاف، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى عودة الأسواق إلى طبيعتها. ونتيجة لذلك، بدأت الأسعار في جميع أنحاء العالم بالعودة إلى مستوياتها العادية.

مع دخولنا عام 2024، أوقف مكتب محاصيل التربة ووزارة الزراعة التركية، ضمن إطار نظام المعالجة الداخلية، إذن الاستيراد خلال الفترة ما بين 15 يونيو و15 أكتوبر. وخلال هذه الفترة، انخفضت الأسعار العالمية من حوالي 260 دولار إلى 220 دولار. وعند النظر إلى الإنتاج العالمي للقمح، فقد جرت الأمور بشكل طبيعي، ولم تواجه المخزونات أي مشاكل. وهذا يعد أمراً مبهجاً. نحن نعتبر هذه فرصة هامة لتعزيز القدرة التنافسية لتركيا في مجال التصدير.


تحقيق رقم قياسي بحوالي 20 مليون طن

ماذا كان توقعكم لإنتاج القمح، وما هو الإنتاج الفعلي الذي تحقق حسب النتائج التي حصلتم عليها؟

توقعنا على مستوى البلاد لإنتاج القمح كان حوالي 20 مليون طن، وقد تحقق الإنتاج الفعلي في نفس المستوى الذي توقعناه.

لاحظنا في الآونة الأخيرة أن المزارعين في تركيا قد توجهوا مرة أخرى نحو زراعة القمح. كيف يمكن قراءة ذلك؟

تشير الزيادة في زراعة القمح من قبل المزارعين إلى تأثيرات الجفاف، ومشاكل المياه في الأراضي القابلة للري، وتغير المناخ، والعديد من العوامل السلبية الأخرى التي مررنا بها. وهذا يعد أمراً مفرحاً جداً لبلدنا ولقطاعنا. عندما تتم زراعة القمح محلياً، نعتقد أن ذلك سيزيد من الإنتاجية وسيساهم في حل العديد من مشاكلنا على المدى الطويل. لذلك، نرى أن الاتجاه العام إيجابي للغاية. إن تنفيذ الزراعة التعاقدية وتطبيق نماذج الإنتاج المستندة إلى المناطق يُعتبران أمرين استراتيجيين في زراعة القمح، مما سيدفع المزارعين إلى منح القمح قيمة مختلفة وتطوير نماذج إنتاج متنوعة، وبالتالي زيادة في الإنتاجية.

نأمل بأن يتم فتح باب تصدير الدقيق في أقرب وقت ممكن 

كيف تقيّمون حظر استيراد القمح الذي فرضه مكتب محاصيل التربة حتى 15 أكتوبر؟

لقد كانت فترة صعبة للغاية بالنسبة لقطاعنا. إن حظر الاستيراد أدى إلى حالة من عدم اليقين في أسعار القمح، مما خلق تحديات كبيرة أمام قدرتنا على الحفاظ على موقعنا الريادي في الأسواق العالمية. خلال هذه الفترة، شهدنا انخفاضاً متوسطاً في صادراتنا بنسبة 40%. نحن نأمل أن يتم فتح الطريق أمام النجاح الذي حققناه في مجال التصدير في أقرب وقت ممكن.


شهدت صادرات الدقيق التركية انخفاضاً بأكثر من 30% خلال الشهرين الماضيين. ماذا تريدون القول بصفتكم جهة ممثلة للقطاع بشأن هذا الانخفاض؟

يُعتبر الدقيق منتجاً استراتيجياً، خاصة في الدول التي نصدر إليها. فقد بدأت دول منافسة ترسل منتجاتها إلى الأسواق التي حققنا فيها نجاحاً حتى الآن بفضل جودتنا وميزة أسعارنا. وتعتمد أسعار الدول التي نتنافس معها في الأسواق التصديرية على أسعار السلع الأساسية التي تتشكل في الخارج، مما يجعلها أقل من أسعارنا، وبالتالي يمكنهم الوصول إلى أسواقنا بشكل أسهل. من هذه الزاوية، نحن نواجه فترة صعبة للغاية. إن انتهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن يعتبر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنا، إذ نرى أن انخفاض الصادرات بنسبة 30% قد انخفض إلى 40% بداية من أغسطس. إذا استمر هذا الانخفاض، فإن ذلك يعني أننا سنواجه مشاكل في العودة إلى الأسواق التي حققنا فيها نجاحاً في السابق. لذا، نطلب من المسؤولين الحكوميين تقديم حلول سريعة لحماية أسواقنا التصديرية ومنحنا الدعم في تزويدنا بالقمح حسب الأسعار العالمية.


مقالات في فئة مقابلة
07 رمضان 14418 دقيقة للقراءة

مجموعة الهزاع الاستثمارية، عملاق الطحن في الشرق الأوسط

مجموعة الهزاع الاستثمارية هي شركة عائلية تأسست في أوائل الأربعينيات، وكان أول مشروع لها هو مطحنة دق...

17 شوال 14408 دقيقة للقراءة

«ازدادت قوة المنتجين في التفاوض، وهوامش الربح لعمالقة الحبوب حول العالم في انخفاض»

 أندريه سيزوف Andrey Sizov، مدير عام سوفيكون «عندما ننظر إلى سوق الحبوب العالمي بشكل عام، أعتقد ب...

28 ربيع الأول 144314 دقيقة للقراءة

الاتجاه الجديد في العالم، أمّن القمح واصنع الدقيق في بلدك

أفشين كاشقجي رئيس مجلس إدارة قاوقجو جروب «تستثمر العديد من الدول في صناعة المطاحن لديها، وتذهب لخي...