إن الحروب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم، تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي. وأحد أهم القطاعات المتأثرة من التوتر القائم بين البلدين هو صناعة وتجارة الحبوب العالمية. وإذا استمر هذا النزاع، قد يواجه سوق الحبوب العالمي أقسى أنواع التعرفات الجمركية. حسناً كيف سيتأثر السوق فيما إذا لم تتمكن المفاوضات الجارية من الوصول إلى نتيجة تنهي التوتر؟ نطرح هذا السؤال الحرج على المحلل و الخبير الاقتصادي الدولي السيد دانييل باسيي الذي يحظى باحترام كبير، والمعروف بتوقعاته الصائبة في مسألة أرقام العرض والطلب العالمية، حيث شارك مع مجلة ديغيرمنجي آراؤه في مواضيع ومسائل هامة حول القطاع والتي يتم البحث عن إجابة لها.
دانييل باسي Daniel Basse
رئيس شركة إي جي ريسورس AgResource
أعتقد أن التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة الحبوب العالمية في الوقت الحاضر هو الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. إلى متى ستستمر هذه الحرب برأيكم؟ وهل أنت متفائل بالمفاوضات الجارية؟
يبدو أن كلاً من الولايات المتحدة والصين متورطتان في حرب تجارية يمكن أن تستمر حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة - نوفمبر 2020. لا يبدو أن لا الولايات المتحدة ولا الصين ترغبان في الابتعاد كثيراً عن مواقفهما التجارية. ولماذا يجب على الصين التحرك إذا كانت هناك إمكانية لوجود رئيس أمريكي جديد خلال 14 شهرًا فقط؟
حسناً، ما هي الآثار المستقبلية لهذه الحرب التجارية على سوق الحبوب العالمي؟
التأثير الأكبر على سوق الحبوب العالمي حتى اللحظة هو صراع الصين مع حمى الخنازير الأفريقية وانخفاض الطلب على استيراد فول الصويا. كانت الصين في السنوات الأخيرة هي المحرك الوحيد للطلب المتزايد على البذور الزيتية ويتسارع الطلب عليه الآن. هذا يعني أن العرض الزائد للحبوب والبذور الزيتية سيستمر و ذلك على افتراض أن ظروف الطقس لدى جميع الدول المنتجة الرئيسية هي ظروف جوية طبيعية. إنه عالم مليء بالحبوب يبحث عن المحرك التالي للطلب.
ما هي الآثار المحتملة لذلك في حال لم يتم التوصل إلى نتيجة من المفاوضات؟
انخفضت واردات الصين من فول الصويا القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية، توجهت الولايات المتحدة إلى باقي العالم، وتغير تدفق التجارة. تريد الولايات المتحدة خفض إنتاجها من فول الصويا في خليج المكسيك لجذب الطلب إليها من الأسواق خارج الصين. تشتري الأرجنتين أحيانًا فول الصويا الأمريكي وتعالجه وتهدف إلى تصدير فول الصويا الخاص بها إلى الصين.
ماذا تقترح لشركات معالجة الحبوب والتي تبيع وتشتري الحبو لتقليل من الآثار السلبية لهذه التوترات في التجارة؟
إن هوامش الربح لشركات تجارة ومعالجة الحبوب صغيرة، ومن المتوقع أن تظل على هذا النحو. فالعرض الكثير، يقابله القليل من الطلب الجديد. تواصل الشركات المصدرة الكبرى خفض عدد الموظفين لديها لتصبح أكثر مرونة.
حصاد القمح في العالم يزداد بسرعة أكبر من الطلب. كيف يؤثر ذلك على السوق؟
ينتظر قطاع الحبوب العالمي الزيادة الجديدة على الطلب. ومن الممكن أن نرى بعض الزيادة في واردات الصين من الذرة عن طريق إنتاج الإيثانول، لكن هذا سيكون على الأرجح بعد عام 2021.
أصبحت سلسلة الكتل(Block chain)أكثر أهمية بالنسبة لتجارة الحبوب العالمية. كيف ستغير هذه التقنية تجارة الحبوب التقليدية؟
سلسلة الكتل (Block chain) هي عبارة عن وسيلة مستخدمة لتتبع تدفقات الحبوب وقياس الجودة بشكل دقيق. سوف تساعد المحاسبين ومديري دراسة المخاطر. ولكنها ستتيح أيضًا التعاقد المباشر مع المنتجين الذين يرسلون الحبوب مباشرة من المزرعة إلى المستخدم النهائي.