تستعر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد صرحت وزارة التجارة الصينية بأن الشركات الصينية لن تشتري المنتجات الزراعية الأمريكية. وذكرت التقارير بأن بكين تدرس أيضاً خيار فرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية.
وفي بيان لوزراة التجارة الصينية والذي تم وضعه على موقع الوزارة على الإنترنت، جاء فيه «قامت الشركات الصينية المعنية بتعليق شراء المنتجات الزراعية الأمريكية». وذكر البيان بأن الصين تأمل بأن تفي الولايات المتحدة بوعودها، وأن تهيئ الظروف اللازمة لتعاون البلدين.
وعلى الرغم من استئناف المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بأنه سيفرض رسوماً إضافية بنسبة 10 بالمائة على البضائع المستوردة من الصين بقيمة 300 مليار دولار، على أن يكون ذلك سارياً اعتباراً من تاريخ 1 سبتمبر. وأشارت تقارير إلى أن المفاوضين المشاركين في المحادثات من طرف الصين قد تفاجؤوا بالقرار، وبأن بكين سترد على الولايات المتحدة في حال أصرت الأخيرة على الرسوم الجمركية الإضافية.
إن قرار الصين بوقف شراء المنتجات الزراعية الأمريكية هو المرحلة الأخيرة من الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وبكين. وتُعد الصين البلد المستورد الأكبر في العالم لفول الصويا، وهو من أكثر الصادرات الزراعية قيمة للولايات المتحدة. تستورد بكين وحدها 62 بالمائة من فول الصويا المتداول تجارياً في العالم. وتُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي تستورد الصين فول الصويا منها، ويليها البرازيل والأرجنتين. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه تم تخصيص موارد بقيمة 28 مليار دولار لتعويض الخسائر الناجمة عن النزاع التجاري للمزارعين الأمريكيين من كتلة الناخبين الذين دعموه. وفقد كل من فول الصويا والذرة قيمتهما في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأحداث التي حصلت، بينما ارتفعت أسعار منتجات فول الصويا في الصين.
وبحسب المسؤولين الصينيين، استوردت بكين من الولايات المتحدة مؤخراً، في الفترة ما بين 19 يوليو و2 أغسطس، 130 ألف طن من فول الصويا، و120 ألف طن من الذرة الرفيعة، و60 ألف طن من القمح، و40 ألف طن من لحم الخنزير ومنتجاته، و25 ألف طن من القطن. وكانت الصين تستورد من الولايات المتحدة عام 2017، قبل اندلاع الحرب التجارية بينهما، 32.9 مليون طن من فول الصويا.
وقال المسؤولون الصينيون بأنهم ملتزمون بالاتفاقيات الموقعة سابقاً مع الولايات المتحدة، وبأنه تم تحميل ونقل 2.27 مليون طن من فول الصويا منذ لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ مع ترامب في أوساكا أثناء قمة مجموعة العشرين وحتى شهر يوليو المنصرم.
كما أثر تصاعد التوتر الناجم عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل سلبي على كل من بورصة الولايات المتحدة وعلى أداء العملة الصينية، اليوان. فقد شهدت أسواق البورصة الأمريكية خسائر وصلت إلى 3 بالمائة. وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 3.26 بالمائة. وشهدت العملة الصينية اليوان أدنى مستوى لها في آخر 10 سنوات.