صفا ساعاتشي أوغلو
المدير العام لشركة MYSİLO
« تتبع عموماً جميع الدول سياسة الاحتفاظ بمخزون معين من الحبوب لفترة طويلة تحسباً لحالات الطوارئ. لكن العديد من البلدان تعاني في ظل انتشار وباء فيروس كورونا من عدم وجود مخزون لديها أو من انتهاء مخزوناتها. في الوقت الحالي، أوقفت الدول المصدّرة تجارة الحبوب. ويهتم الجميع بمشاكلهم الخاصة داخل بلدانهم. لذلك، ستحاول جميع الدول في المستقبل الاحتفاظ بمخزوناتها بشكل أكبر لمواجهة الظروف غير الاعتيادية. وستزيد في هذا السياق أهمية نشاطات
التخزين».
خلال انتشار وباء فيروس كورونا، أوقفت العديد من البلدان المنتجة والمصدّرة للحبوب مبيعاتها العالمية أو قيدتها لضمان الأمن الغذائي لشعوبها. وحاولت البلدان التي تعتمد على الواردات، وخاصة مصر، القيام بمشتريات كبيرة في حالة من الذعر. في هذه الأثناء، عندما وصلت سلسلة توريد المواد الغذائية الغذائية إلى نقطة الانهيار ، تبيّن مدى أهمية قدرات تخزين الحبوب.
نحن، مجلة الطحان، أجرينا حواراً مع السيد صفا ساعاتشي أوغلو، مدير عام شركة Mysilo، وهي أحد الشركات الرائدة في العالم في مجال تخزين الحبوب، تناولنا فيه مستقبل هذا القطاع وتحدثنا عن وضع تركيا في هذا المجال.
وفيما يلي حوارنا مع السيد ساعاتشي أوغلو:
سيد ساعاتشي أوغلو، هل يمكنك تزويدنا بمعلومات حول شركتكم والمجالات التي تنشط فيها؟
تأسست شركتنا عام 2000 في أكسراي مستعينة بـ 40 عاماً من الخبرة التي حصلت عليها ضمن مجموعة SFA في مجال صوامع تخزين الحبوب وإنتاج معدات النقل. منذ تأسيس شركتنا وحتى اليوم، تحولت شركتنا إلى شركة رائدة ومختصة، مبتكرة، متطورة باستمرار من خلال تنفيذنا لأكثر من ألفين مشروع في أكثر من 80 دولة في القارات الخمسة. ومع أدائنا المستقر ونمونا المستدام، اخذت شركتنا مكانها بين الشركات القوية وذات السمعة الطيبة المعدودة في هذا القطاع، في تركيا والعالم.
يتم تخزين 40 مليون طن من الحبوب سنوياً في جميع المنشآت، داخل تركيا وخارجها، التي أنشأناها منذ أن تأسست شركتنا. وهذا ما يقرب من إجمالي حصاد الحبوب المنتج في تركيا خلال عام واحد. ذلك مصدر فخر كبير بالنسبة لنا.
إن واحدة من الأمور التي تميز شركتنا عن أكبر منافسينا هي الأهمية التي نوليها للبحث والتطوير. نحن الشركة الوحيدة في قطاعنا التي تمتلك قسم رسمي للبحث والتطوير في تركيا وتخصص ميزانية سنوية كبيرة من أجل ذلك.
بفضل القيمة التي نقدمها للبحث والتطوير والموظفين لدينا، فقد أصبحنا شركة تجتمع فيها أحدث التقنيات في منطقتنا وسوقنا. نضيف باستمرار منتجات جديدة إلى قائمة منتجاتنا. تستمر أعمالنا هذه دون توقف مع كادرنا المكون من 25 مهندس من الخبراء.
نحن ندير أنظمة إدارة الجودة الخاصة بهوية شركتنا المهنية، بعملية تبدأ باستلام الطلبات القادمة من زبائننا عبر برمجياتنا الخاصة التي أنشأناها ضمن بنية شركتنا لتكون خاصة بنا، يحيث نتمكن من تتبع المشروع مروراً بمراحل التسعير والإنتاج والشحن والتجميع وخدمات ما بعد البيع. هذا أعطانا القدرة على إجراء تحسينات باتخاذنا قرارات سريعة للغاية.
إن إحدى أكبر مزايا صوامعنا هي أننا ننتجها من أضيق الصفائح المعدنية المموجة في العالم. حيث أن قياس الصفائح المعدنية بشكلها المموج على جدران الصوامع هو 65 مم. إن القدرة الإنتاجية بهذه الأبعاد متوفرة فقط في شركتنا. هذا يعني أيضاً أن مقاومة صوامعنا أعلى من مثيلاتها لدى منافسينا.
هل تتحدث لنا عن قائمة منتجاتكم؟
إن قائمة منتجاتنا واسعة للغاية. حيث أننا ننتج في منشأتنا معظم المعدات التي قد تحتاجها مرافق تخزين الحبوب. ولا نعتمد على أي شركة أخرى.
يمكننا في منشأتنا الخاصة بنا إنتاج جميع المعدات اللازمة، من صوامع تخزين الحبوب إلى معدات النقل التي نستخدمها في التعبئة والتفريغ،من أنظمة عرض درجة الحرارة داخل الصومعة إلى أنظمة التحكم الآلي في المنشأة، ومن آلات التنظيف الأولي إلى أنظمة جمع الغبار.
بالإضافة لذلك، نقدم خدمات تصميم المشاريع الاحترافية مع شركتنا التي تُدعى Silopark، ونحن نقف إلى جانب شركاء الأعمال في مشاريع التسليم على المفتاح، في كل خطوة من خطوات المشروع وصولاً إلى خدماتنا لما بعد البيع.
كيف تصف لنا المكانة التي وصلت إليها Mysilo في قطاع تخزين الحبوب وأنظمة النقل؟
تُعتبر Mysilo الشركة التي تنتج أكبر سعة من الصوامع ومعدات النقل في أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. يمكننا الوصول إلى العديد من الأماكن حول العالم من خلال صادراتنا وخدماتنا وشبكة وكلائنا.
وبالاستعانة بفريقنا بأكمله، نتقدم نحو تحقيق أهدافنا التي وضعناها حتى عام 2025 بحماس لا يصدق مع شعارنا الذي يقول «الموجود لا يكفي، ما هو الممكن لتحقيق الأفضل». إن هدفنا هو أن نكون رقم واحد ليس فقط في القارات التي ذكرتها ولكن أيضاً في العالم بأسره. اعذروني، لا أريد هنا الخوض في الأرقام التي نستهدفها. ولكن يمكنني أن أوضح لكم ذلك بحلول عام 2025
لنا مكانتنا بين أول 600 شركة مصدّرة في تركيا كل عام، ونحن نتقدم لنأخذ مكاننا في المراكز المتقدمة من خلال زيادة صادراتنا أكثر كل يوم. إن أكثر شركة مصدّرة في هذا القطاع هي Mysilo.
هل يمكنك تزويدنا بمعلومات حول طاقتكم الإنتاجية والتقنيات التي تستخدمونها؟
تبلغ مساحة مصنعنا الكائن في أكسراي 100.000 م2، يعمل فيه 600 موظف وعامل، من بينهم 150 موظف من أصحاب الياقات البيضاء، وتبلغ طاقته الإنتاجية لتصنيع الصوامع وإنتاج المعدات تتسع لتخزين 3 مليون طن سنوياً. الأنظمة روبوتية بالكامل، ونقوم بالتصنيع على طاولات عمل CNC خاصة.
يقوم فريق الخبراء لدينا المكون من مهندسين وفنيين والفنيين ومشغلين من ذوي الخبرة بتنفيذ خدمات إنتاج وبيع وتركيب الصوامع والمعدات وخدمات ما بعد البيع بطريقة احترافية ومؤسسية.
يتم توريد المواد الخام لمصنعنا من مصنّعي الصفائح المعدنية الفولاذية عالية الجودة في تركيا وأوروبا، ونصنع بواسطتها أفضل منتجات بمعايير إنتاج عالمية. هناك ثلاثة معايير مقبولة في تصميم صوامع الصلب، وهي: معايير ANSI وEUROCODE وDIN. ولدى شركة Mysilo القدرة على التصميم وفقاً لهذه المعايير الثلاثة.
ويأخذ مهندسونا القائمون على التصميم بعين الاعتبار طبيعة الموقع الذي سيتم فيه إنشاء الصوامع ، فيما إذا كان منطقة نشطة بالزلازل أم لا، بالإضافة إلى قياس أحمال الرياح والثلوج، وما هي الأحمال الإضافية القادمة إلى الصوامع.
لقد وقعت شركتكم على مشروع ضخم في الشارقة، وهي ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ركبتم منشأة تتكون من 12 صومعة، وهي اكبر منشأة لتخزين الحبوب في المنطقة. هل يمكنك أن تعطينا مزيد من المعلومات عن هذا المشروع؟
كان هذا المشروع مميزًا بالفعل. حيث كان زبوننا أحد أكبر موردي البقوليات في المنطقة. فالزبون لا يقوم في هذا المكان بالتخزين فحسب، بل يعمل في نفس الوقت أيضاً على استيراد البقوليات وتورديها إلى المستهلك النهائي بعد إجراء عمليات التنظيف والمعالجة والتعبئة. قمنا في هذه المنشأة بتغطية الصوامع بالكامل بألواح بينية. لذلك قمنا بحمايتها من الحرارة والعواصف الرملية في الصحراء. تتم عملية التعبئة والتفريغ في المنشأة بالكامل بواسطة سيور ناقلة. هدفنا هو صفر ضياعات، صفر تشققات.
ما هي الدول الأخرى التي تنفذ فيها Mysilo مشاريعها؟
سيكون من الخطأ أن نقول «أننا نركز على تلك المنطقة فحسب». لدينا سوق متنوع. في الواقع، هذا يعطينا ميزة. يمكن أن تكون الأسواق المختلفة نشطة أو غير نشطة كل عام.
في مجال تخزين الحبوب، كما هو الحال في العديد من المجالات، نرى أن عملية مراقبة البيانات والأتمتة تزداد أهمية. هل يمكنك اطلاعنا على الحلول التي تقدمونها والأعمال التي تقومون بها في هذا الشأن؟
نحن، في شركة Mysilo، نعمل كثيراً على هذه المسألة. كل يوم يأتينا المزيد والمزيد من الأسئلة من زبائننا حول هذه الأمور. بفضل البرمجيات وأنظمة الأتمتة التي نطورها في قسم البحث والتطوير، لدينا الآن تطبيقات تختلف عن الأساليب الكلاسيكية. من خلال مراقبة جودة المنتجات المخزنة ودرجة الحرارة والرطوبة، وبفضل نظام التهوية الأوتوماتيكي، نقوم بتقليل الأخطاء التشغيلية إلى الحد الأدنى.
نحن نقدم أنظمة ذكية وأنظمة أتمتة متطورة لمراقبة بيانات المستوى والحجم ورفع التقارير إلى جانب أنظمة التبخير والتي تسمح بتخزين الحبوب لفترة طويلة، دون أن تفقد جودتها أو تتعرض للتلف، تمتد من اللحظة التي تدخل فيها المنتجات إلى المنشأة ولغاية خروجها منها.
لقد ضرب فيروس كورونا، الذي أثر على العالم بأسره، التجارة العالمية. وتم فرض قيود على التداول بين الدول. أريد هنا أن أطرح سؤالين. أولاً ، كيف أثرت هذه القيود على توفير المواد الخام الخاصة بكم؟ ثانيًا، كيف تأثرت مشروعاتكم الخارجية بهذه الإجراءات والتدابير؟
لم يكن لدينا أي مشاكل في سير الإنتاج وفقاً للخطة الموضوعة وفي عمليات إدارة المخزون من المواد الخام. أولاً، لم يتم إغلاق مصنعنا أبداً في هذه الفترة. واصلنا الإنتاج بنفس القدرة وبحسب الخطة. ثانياً ، مخزوننا من المواد الخام قوي. نحن ملزمون بمواعيد التسليم وبالخطة. ومع ذلك، كانت هناك تأخيرات قصيرة في الشحنات، خاصة البرية منها، بسبب القيود المفروضة على السفر.
وأود أن أذكر هنا أننا أتممنا اتفاقياتنا التي أبرمناها للعديد من المشاريع، التي كنا نتابعها بفضل الثقة التي منحنا إياها زبائننا، بصورة إيجابية في هذه الفترة الحرجة.
لقد تبيّن أن قدرات تخزين الحبوب هي مسألة حيوية أثناء فترة انتشار وباء فيروس كورونا. هل يمكنك مشاركة أفكارك معنا حيال هذا الأمر ؟ وكيف يؤثر هذا الوباء على مستقبل قطاعكم؟
بشكل عام، يوجد لدى جميع الدول سياسة طويلة الأجل لحفظ المخزون لحالات الطوارئ. ومع انتشار هذا الوباء، برز ما يلي: لقد رأت الحكومات مدى واقعية هذه السياسة التي لا يمكن الاستغناء عنها. ولكن اختفت مخزونات العديد من الدول، إما . الآن ، توقفت البلدان عن تجارة الحبوب ، والجميع في وضع صعب. لذلك ، في المستقبل ، ستحاول جميع الدول الحفاظ على مخزونها أكثر ضد حالة الطوارئ. في هذا السياق ، ستزيد أنشطة التخزين أهميتها.
«اتخذنا قراراً برفع طاقتنا الإنتاجية»
تمتلك شركة Mysilo أكثر من 20 عاماً من الخبرة في هذا القطاع. خلال هذه الفترة، نجحت الشركة في إنجاز مشاريع هامة، وأصبحت من الشركات الرائدة في هذا القطاع. حسناً، ما هي أهدافكم للعشر سنوات القادمة؟
في الوقت الحالي، تحظى أهدافنا التي وضعناها لعام 2025 بالأولوية. سبق أن ذكرت أننا بالتأكيد سنضع خطة عشرية جديدة عندما نصل إلى عام 2025 ، سنحدد أهدافاً أخرى لعشر سنوات أخرى. نهدف إلى تحقيق نمو مستقر من خلال ثقتنا بصناعتنا وفريقنا. نواصل اتخاذ قرارات استثمارية جديدة مع ثقتي بأعمالنا وعلامتنا التجارية والأهم من ذلك بفريقي. كجزء من استراتيجيتنا للتحسين المستمر، قررنا إضافة مساحة داخلية تبلغ 30.000 متر مربع لتضاف إلى مصنعنا لرفع طاقته الإنتاجية.
نواصل السعي دون توقف نحو تحقيق أهدافنا. أعتقد أننا سنصبح من أكبر مصانع للصوامع والمعدات في العالم مع الزيادة الكبيرة في مضاعفة قدراتنا. كما أن مشروع استثماراتنا الإضافية في مراحله الأخيرة. سنبدأ أعمال البناء في وقت قريب جداً.
هل هناك أمر تود إضافته؟
في الختام، أود أن أشكر مرة أخرى من خلال مجلتكم زبائننا الذين دعمونا لسنوات عديدة واختاروا منتجاتنا. وأود أن أضيف بأننا سنعلن قريباً عن منتجاتنا الجديدة التي نعمل على إصدارها مع فرق العمل لدينا. لذا انتظروا جديد Mysilo ...
أتمنى للجميع حصاداً وفيراً وأن يطرح الله فيه البركة والصحة.