لا تزال برامج الأمن الغذائي مهمة للأمن القومي لكل بلد. وتصبح مخزونات الحبوب أكثر أهمية في أوقات الأزمات، ويتعين على كل دولة أن تحدد مصيرها بنفسها. سيشهد منتجو صوامع الحبوب مزيداً من الطلب بعد أن تم التغلب على موجة الصدمة الأولى التي سببتها الحرب في أوكرانيا في الاقتصاد العالمي، في هذه المرحلة عندما يتم رفع التدابير ضد جائحة كوفيد -19 ".

بينما كان القطاع يستعد للنظام العالمي الجديد بعد الجائحة، واجهت سلسلة توريد الحبوب وموردي الحبوب الرئيسيين في السوق العالمية تهديداً كبيراً بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا. وبسبب ما حدث خلال فترة الجائحة، أصبح الاحتفاظ باحتياطي الحبوب الاستراتيجي عند مستوى عالٍ مسألة تتعلق بالأمن القومي. وخلال الفوضى التي سببتها حالة عدم اليقين الخاصة بـجائحة كوفيد-19، ركزت كل حكومات العالم على الأمن الغذائي لبلدانها. وبدأت السياسات التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإمدادات الغذائية في الظهور على جدول الأعمال الرئيسي للبلدان. أما الحرب في أوكرانيا التي فجرت هذا الوضع فقد وضعت الملح على الجرح.

تقدم جي جروب Cey Group، وهي إحدى شركات تشغيل الموانئ الرائدة في تركيا، خدمات اللوجستية والتخزين والتغليف والتوزيع من أجل منتجات مثل القمح، والذرة، وفول الصويا، والشعير، وهي المنتجات الأكثر استيراداً. وصلت سعة التخزين الإجمالية لجي جروب إلى 2 مليون طن  مع إدراج الميناء الجديد في تكيرداغ.

بتوسيع استثماراتها باطراد، قررت الشركة إنشاء منشأة جديدة تتكون من صوامع ومستودعات الحبوب لإدارة خدماتها في منطقة مرمرة. لذلك، فضّلت جي جروب شركة ألتين بيليك التي كانت المورد الرئيسي لمشاريعها في الموانئ البحرية والبرية لأكثر من 20 عاماً.

رحبت شركة ألتين بيليك كثيراً بهذه الخطوة الاستثمارية الاستراتيجية التي اتخذتها الشركة أثناء الجائحة، ووقعت على العقد في الأسابيع الأخيرة من عام 2020. بدأ تنفيذ المشروع وتركيبه في مارس 2021 واكتمل في ديسمبر 2021. على الرغم من ممارسات الحجر الصحي القاسية التي تؤثر على النقل والإنتاج والتركيب، عمل فريق مشروع شركة ألتين بيليك بتفانٍ ومهنية لاستكمال تشغيل المنشأة.

قامت شركة ألتين بيليك ضمن نطاق المشروع بتوريد معدات التخزين والنقل لجي جروب تتضمن 6 صوامع، كل منها بسعة 30 ألف طن، وأنظمة نقل بسعة تحميل 600 طن/ساعة وسعة تفريغ 400 طن/ساعة. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز الصوامع بقنوات إخلاء جانبية من أجل تنفيذ العمليات في القطاع والتي كانت تحت ضغط كبير بسبب الجائحة والحرب، مع استهلاك أقل للطاقة.

تم إطلاق المشروع مع الأخذ في الاعتبار التخزين الاستراتيجي والخدمات اللوجستية للحبوب المستوردة من أجل ضمان استدامة القطاعات ذات الصلة بالأغذية والأعلاف في تركيا. وكشفت الحرب التي بدأت في أوكرانيا بعد بضعة أشهر من بدء هذا المشروع عن حيوية تخزين الحبوب من أجل ضمان الأمن الغذائي للبلاد. لذلك، يساعد مرفق تخزين الحبوب التابعة لجي جروب في ميناء تيكيرداغ في إدارة الأغذية والأمن الغذائي للبلدان في البحر الأسود والبحر المتوسط وكذلك تركيا.

أثناء الجائحة، ارتفع الطلب على الحبوب وكذلك على صوامع الصلب التي تحافظ على الحبوب لمدة أطول. لكن الحرب في أوكرانيا أضرت بإمدادات الصلب. وفي الحين الذي زاد فيه الطلب على الصلب، أدى اختلال التوازن في سلسلة التوريد إلى زيادة أسعار الصلب. يتطلب هذا من مصنعي الصوامع تطوير استراتيجيات جديدة لاكتساب ميزة على منافسيهم. في مثل هذه الفترة، تدير شركة ألتين بيليك هذه الأزمة بشكل مثالي من خلال إنشاء مخزون من المواد الخام لاستخدامها في إنتاج أنظمة الحبوب بفضل بنيتها المالية القوية.

يشير تفشي جائحة كوفيد-19 وحرب أوكرانيا إلى أننا سنشهد استثمارات صوامع جديدة في البلدان التي تعتمد على الحبوب المستوردة لكي تبقى الاقتصادات المحلية واقفة على أقدامها في الأيام المقبلة. إن مسألة الأمن الغذائي ومخزونات الحبوب ستكون أولوية في اقتصاد وسياسة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق أفريقيا الأخرى. لذلك، سيزداد الطلب على مرافق تخزين الحبوب في هذه المناطق التي تعاني من الجوع وسوء التغذية ولا تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الحبوب. سيؤثر ارتفاع الطلب من هذه المناطق أيضاً على الاستثمارات في مرافق تخزين الحبوب في البلدان المنتجة مثل أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

لا تزال برامج الأمن الغذائي مهمة للأمن القومي لكل بلد. وتصبح مخزونات الحبوب أكثر أهمية في أوقات الأزمات، ويتعين على كل دولة أن تحدد مصيرها بنفسها. سيشهد منتجو صوامع الحبوب مزيداً من الطلب بعد أن تم التغلب على موجة الصدمة الأولى التي سببتها الحرب في أوكرانيا في الاقتصاد العالمي، في هذه المرحلة عندما يتم رفع التدابير ضد جائحة كوفيد -19