كشفت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في تقرير دولة الأرجنتين الذي أعلنت عنه في نهاية أبريل عن توقعات واعدة لإنتاج القمح والذرة في موسم 2023/2024. حيث تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إنتاج القمح في الأرجنتين إلى 19.5 مليون طن بزيادة كبيرة مقارنة بالعام السابق، وسيصل إنتاج الذرة إلى 54 مليون طن. كما أنه من المتوقع أن يؤدي الانتعاش في إنتاج القمح والحصاد القياسي للذرة في البلاد إلى إنعاش صناعة الحبوب وتعزيز مكانة الأرجنتين لاعباً رئيسياً في أسواق الحبوب العالمية.
الأرجنتين بلد نابض بالحياة ومتنوع يقع في أمريكا الجنوبية ويبلغ عدد سكانه أكثر من 47 مليون نسمة. تتمتع الأرجنتين، وهي ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وثامن أكبر اقتصاد في العالم، بصناعة زراعية مزدهرة. وتعد واحدة من اللاعبين الرئيسيين في جميع أنحاء العالم في إنتاج وتصدير الحبوب. حيث يساهم المناخ الملائم للبلاد والأراضي الخصبة والأراضي الزراعية الشاسعة في نجاحها في هذا القطاع. كما تلعب صناعة الحبوب دوراً حيوياً في اقتصاد البلاد من خلال المساهمة في التوظيف والتنمية الريفية وإيرادات النقد الأجنبي.
تعتبر الأرجنتين منتج مهم للحبوب المختلفة، وفي مقدمتها القمح والذرة وفول الصويا. وتمتلك البلاد تقاليد عريقة في إنتاج الحبوب، وتجمع ممارساتها الزراعية بين التكنولوجيا الحديثة والأساليب التقليدية. وتعد الدولة الأمريكية اللاتينية من بين أكبر مصدري الذرة والقمح وفول الصويا في العالم.
كشف تقرير دولة الأرجنتين الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في نهاية شهر أبريل عن توقعات واعدة بشأن إنتاج القمح والذرة في موسم 2023/2024. وبحسب التقرير، تستعد صناعة الحبوب الأرجنتينية لعام مثمر. وينتظر الدولة حدوث انتعاش في إنتاج القمح ومحصول قياسي للذرة، مما سيكون له تأثير كبير على كل من الاستهلاك المحلي والتجارة الدولية.
من المتوقع أن يتعافى إنتاج القمح في الأرجنتين، الذي شهد فترة صعبة في موسم 2022/2023 الذي ضربه بالجفاف والصقيع، بقوة في الموسم الجديد. حيث تقدر وزارة الزراعة الأمريكية أن إنتاج القمح في موسم 2023/242024 سيصل إلى 19.5 مليون طن بزيادة كبيرة مقارنة بالعام السابق. وتمكنت الأرجنتين من تحقيق محصول قمح بلغ 12.5 مليون طن الموسم الماضي.
يُعزى الانتعاش المتوقع في إنتاج القمح إلى عدة عوامل، من بينها تحسن الأحوال الجوية وتحول المزارعين إلى زراعة المزيد من القمح لتوليد الدخل لتمويل محاصيلهم الصيفية. وفي تقرير وزارة الزراعة الأمريكية، تم التأكيد على أن المساحة التي سيتم حصاد القمح فيها في موسم 2023/2024 تقدر بنحو 6.5 مليون هكتار.
تعتبر زيادة الإنتاج ذات أهمية كبيرة للأرجنتين لأنها ستزيد من صادرات القمح. ووفقاً للتوقعات، ستتجاوز صادرات الأرجنتين من القمح في موسم 2023/ 2024 حوالي 13.7 مليون طن، أي ضعف صادرات العام السابق. في حال حدوث ذلك، فسيتم تسجيله كثالث أعلى رقم لتصدير القمح في الأرجنتين. بالتالي ستجعل هذه الزيادة في الصادرات من الأرجنتين لاعباً عالمياً مهماً في سوق القمح العالمي ولديها القدرة على تعزيز مكانتها كواحدة من موردي القمح الرائدين.
من المتوقع أن تكون الوجهة الرئيسية لصادرات القمح الأرجنتيني هي البرازيل المجاورة، التي زادت بسرعة إنتاجها المحلي مع خفض واردات القمح. ومن المتوقع أيضاً أن تستمر إندونيسيا في كونها سوقاً مهماً للقمح الأرجنتيني بحجم استيراد يقدر بأكثر من مليون طن. ومن المتوقع أيضاً أن تكون دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية من المشترين المهمين للقمح الأرجنتيني.
كما يشير التقرير إلى أنه من المرجح أن يظل استهلاك القمح المحلي في الأرجنتين عند مستوى يقارب 6.5 مليون طن في موسم 2023/2024. فالقمح هو منتج أساسي يستخدم على نطاق واسع في المخابز التقليدية وإنتاج المكرونة والبسكويت والكراكرز في البلاد. كما يكشف استقرار استهلاك القمح على الرغم من معدلات التضخم المرتفعة عن أهمية دور المنتجات القائمة على القمح في النظام الغذائي الأرجنتيني.
انخفاض صادرات الدقيق في الأرجنتين
وتشير التقديرات إلى أن صادرات الأرجنتين من الدقيق ستبلغ حوالي 400-450 ألف طن، أي ما يعادل 600 ألف طن قمح لهذا الموسم. كما تظهر البيانات الرسمية أن صادرات الدقيق تراجعت في عام 2022 وفي الشهرين الأولين من عام 2023. وفيما يتعلق بانخفاض صادرات الدقيق، قالت وزارة الزراعة الأمريكية، «أفاد خبراء الصناعة أن بعض الخسائر في حجم تصدير الدقيق ترجع إلى قدوم سكان الدول المجاورة إلى الأرجنتين لشراء الدقيق من مدن تقع على الحدود الشمالية، حيث أصبح الدقيق رخيصاً نسبياً من خلال مزيج ما بين موازنة العملة الأجنبية والضوابط على الأسعار الأرجنتينية «.
قطاع المطاحن في الأرجنتين
وفقاً للبيانات الرسمية، في عام 2022، شكّل القمح 36 في المائة من إجمالي مطاحن الحبوب في البلاد. وبلغ متوسط استخدام سعة المطاحن 75%. حيث أنه يوجد حوالي 180 مصنعاً في البلاد، لكن أكبر 10 مصانع تحقق حوالي 50 بالمائة من إجمالي الإنتاج. كما أن ولاية بوينس آيرس تنتج نصف دقيق الأرجنتين، تليها كوردوبا بنسبة 23 في المائة ثم سانتا فيه بنسبة 13 في المائة.
تستعد الأرجنتين لتسجيل رقم قياسي في إنتاج الذرة
من المتوقع أن يصل إنتاج الذرة في الأرجنتين إلى مستويات قياسية في موسم 2023/2024، ليصل إلى رقم مذهل يبلغ 54 مليون طن. وتعزو وزارة الزراعة الأمريكية هذه الزيادة المتوقعة في إنتاج الذرة إلى عدة عوامل، بما في ذلك الدخل المفيد، وزيادة المساحة التي تبلغ حوالي 7 ملايين هكتار، وظروف الطقس الأكثر ملاءمة مقارنة بالمواسم السابقة.
بسبب محصولها الجذاب وأهمية تناوب المحاصيل لصحة التربة، لا تزال الذرة خياراً هاماً للمزارعين الأرجنتينيين. ويؤكد التقرير أن زراعة الذرة يدعمها الانخفاض الكبير في تكاليف الإنتاج، خاصة بفضل توافر الأسمدة الرخيصة.
من المتوقع أن يؤدي الإنتاج القياسي المتوقع في موسم 2023/2024 إلى زيادة تصدير الذرة في الأرجنتين وسيصل تصدير الذرة إلى ما يقرب من 38 مليون طن. بالتالي سيضع هذا الحجم الأرجنتين كواحدة من المصدرين العالميين الرائدين للذرة. ومن المتوقع أن يكون المسار الأولوي لتصدير الذرة في الأرجنتين هو جنوب شرق آسيا، تليها دول أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط.
على الرغم من الزيادة في الصادرات، من المتوقع أن يصل استهلاك الذرة المحلي في الأرجنتين إلى 14.8 مليون طن في موسم 2023/2024، مع زيادة محدودة فقط. ويعتبر قطاع الثروة الحيوانية، وهو أكبر مستهلك للذرة في الأرجنتين، يستهلك حوالي 70% من إجمالي الاستهلاك المحلي. ومن المتوقع أيضاً أن تزيد قطاعات أخرى مثل تربية الخنازير والماشية من إنتاجها وبالتالي زيادة استهلاكها من الذرة. كما يشار إلى أن الجفاف الشديد الذي أثر على الإنتاج في المراعي أجبر مربي الماشية على اللجوء إلى علف الحبوب وزاد الطلب على الذرة كمصدر علف بديل.
نتيجة لذلك، يستعد قطاع الحبوب الأرجنتيني لعودة ملحوظة في موسم 2023/2024، مدفوعاً بالانتعاش المتوقع في إنتاج القمح والمحصول القياسي للذرة. ومن المتوقع أن تحفز هذه التطورات الإيجابية الصناعة، وتدعم الانتعاش الاقتصادي للمزارعين، وتعزز مكانة الأرجنتين كلاعب رئيسي في أسواق القمح والذرة العالمية.