تمتلك روسيا، رائدة تصدير القمح في العالم، مخزوناً كبيراً من القمح بسبب الرقم القياسي لحصاد القمح هذا الموسم والمشاكل التي عانت منها الصادرات بسبب العقوبات. حيث تعد روسيا، التي تمتلك حوالي 25 مليون طن من القمح، حالياً أرخص مورّد للقمح في الأسواق العالمية.
حققت روسيا، أكبر دولة مصدّرة للقمح في العالم، محصولاً قياسياً للحبوب تجاوز 150 مليون طن، منها 102 مليون طن من القمح هذا الموسم. ومن المتوقع أن تصدر روسيا 56 مليون طن من الحبوب في موسم 2022/2023، 43 مليون طن منها قمح. لكن يعتقد المحللون أن روسيا ستصدر كميات أقل من محصولها الضخم من الحبوب من الذي قد تسمح به، بسبب المشاكل الناجمة عن العقوبات الغربية على موسكو نتيجة حرب أوكرانيا.
وتشير التقديرات إلى أن صادرات القمح الروسي في شهر ديسمبر تتراوح ما بين 4 ملايين و4.5 مليون طن. أوقفت روسيا نشر بيانات الاستيراد والتصدير بعد شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي. لذلك، من الصعب تقدير رقم دقيق لصادراتها من القمح.
بحسب معهد دراسات الأسواق الزراعية (IKAR) ومقره موسكو، ستتراوح صادرات القمح في يناير بين 3.6 مليون طن و3.8 مليون طن. إن أسعار القمح الروسي من موانئ البحر الأسود التي تحتوي على نسبة بروتين 12.5% لم تتغير كثيراً منذ نهاية شهر ديسمبر. ويتراوح سعر الطن الواحد من 306 إلى 311 دولاراً أمريكياً على أساس تسليم المصنع. لا يزال القمح الروسي هو الأرخص في العالم. ومع ذلك، هناك مشاكل في إخراج القمح من البحر الأسود. حيث يرفض عدد متزايد من شركات التأمين تغطية مخاطر الحرب للسفن القادمة من روسيا. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي أوقات الانتظار في مضيق البوسفور أيضاً إلى زيادة تكاليف النقل.
تتراكم احتياطيات كبيرة من الحبوب في روسيا بسبب مشاكل الحصاد والتصدير غير المسبوقة. ويتسبب ذلك في بقاء سعر القمح الروسي منخفضاً مقارنة بالدول الأخرى. وفي معرض حديثه عن هذه النقطة في مؤتمر حضره في موسكو، قال ديمتري ريلكو، المدير العام لـمعهد دراسات السوق الزراعية IKAR، «تمتلك روسيا احتياطيات هائلة من الحبوب يراها العالم بأسره ويقيم الشحنات القادمة من بلدنا وفقاً لذلك. لماذا تدفعون الكثير مقابل القمح الروسي في حين أن مزارعينا في الجنوب لا يزال لديهم كمية ضخمة من الحبوب ويحاولون تخفيض السعر؟»
ويتابع ريلكو قائلاً «إن القمح الروسي أرخص حالياً بـ 80 دولاراً من القمح الأمريكي وأرخص بـ 20-25 دولاراً من القمح الروماني كما قال وهي نفس النوعية من الحبوب. عادة يكون فرق السعر 1-2 دولار. وهذا هو الواقع بعد العقوبات «. وأوضح الخبير الروسي أن هذا الوضع سيكبح أيضاً زيادة الأسعار في السوق المحلية، وأشار إلى أن المحاصيل القوية في أستراليا، وارتفاع تكلفة الأموال، وعلامات الركود العالمي الكبير الذي أثر بشدة على طلب المستوردين للحبوب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا، هي عوامل ستمنع ارتفاع أسعار القمح.