يتوقع المحللون والمنظمات الصناعية في أستراليا محصول حبوب أعلى بكثير هذا العام مما كانوا يتوقعونه في السابق، بعد أن غيّر هطول الأمطار في شهري نوفمبر ويناير التوقعات بأن نمط الطقس النينيو سيحافظ على الظروف الجافة والحارة. ويعتبر المحصول في أستراليا، التي تعد من أكبر المنتجين الزراعيين في العالم، حيث تصدر العديد من المنتجات من القمح والشعير إلى القطن والماشية، مهماً لأسواق الحبوب.
وكان مدى التغير في الظروف الجوية مذهلاً، حيث أفسحت فترة الجفاف القياسية التي شهدتها أستراليا لمدة ثلاثة أشهر بين شهري أغسطس وأكتوبر المجال أمام صيف أكثر خضرة في ذاكرة بعض ملاك الأراضي. وعلى الرغم من أن الأمطار قد تسبب بعض الفيضانات وتدميراً في المحاصيل، إلا أن الزيادة في الإنتاج الإجمالي ستزيد من قيمة الإنتاج الزراعي الأسترالي. وحسب وكالة الأنباء رويترز، الأسعار الحالية للكمية الإضافية من القمح والشعير والكانولا والذرة الرفيعة والقطن التي يعتقد المحللون أنه سيتم حصادها بفضل الأمطار تبلغ قيمتها حوالي 2.5 مليار دولار.
وتسببت الأمطار التي هطلت بشكل رئيسي على المناطق الشرقية والجنوبية في تغيير مظهر العديد من المحاصيل في أستراليا. وأفاد أولي هوو من أيكون كوموديتيس ومقرها سيدني بأنهم يتوقعون الآن حصاداً يبلغ حوالي 30 مليون طن عوضاً عن 24-25 مليون طن من محصول القمح الذي توقعوه إذا ظل الطقس جافاً. ويقدر بنك الكومونويلث أيضاً أن محصول القمح سيبلغ 31.4 مليون طن والشعير 12.7 مليون طن والكانولا 5.8 مليون طن. صرح محلل البنك دينيس فوزنيسينسكي أن الحصاد لن يتم حتى شهر نوفمبر وأشار إلى أن هذه الأرقام قد تتغير.
صرح رود بيكر من شركة Australian Crop Forecasters أنهم رفعوا سقف توقعات الذرة الرفيعة إلى مستوى 1.7 مليون طن، ويتوقع بعض المحللين إنتاجاً يصل إلى 2.5 مليون طن، وهو أعلى بكثير من تقديرات الحكومة البالغة 1.5 مليون طن في شهر ديسمبر. لكن أشار مات دالجليتش من Episode 3 إلى أن في أستراليا فترات ممطرة وفترات جافة طويلة، وأضاف أنه بعد السنوات الممطرة الثلاثة والأشهر القليلة الأخيرة في أعوام 2020-2022، سيكون هناك تحولاً في النهاية، وقال محذراً استأتي فترة جفاف وستضربنا في مرحلة ماب.