في منتدى الحبوب والبقوليات العالمي في دبي، قال الدكتور إرين غونهان أولوسوي، مدير الرابطة الدولية للمطاحن العاملة فرع أوراسيا، أن منتجي الدقيق الأتراك يواجهون منافسة متزايدة مع الزيادة في حجم صادرات روسيا ومصر. وعلى الرغم من احتفاظ تركيا بموقعها في المركز الأول في صادرات الدقيق على مستوى العالم، إلا أن أولوسوي أشار إلى أن تركيا شهدت تراجعاً في حصتها السوقية بعد أن تجاوزت صادرات روسيا ومصر من الدقيق مليون طن العام الماضي.
Dr. Eren Günhan Ulusoy
IAOM Avrasya Direktörü
قدم د. إرين غونهان أولوسوي، رئيس مجلس إدارة شركة أولوسوي للدقيق ومدير الرابطة الدولية للمطاحن العاملة فرع أوراسيا (IAOM)، تحليلاً شاملاً حول إنتاج القمح في تركيا وتوقعات السوق خلال منتدى الحبوب والبقوليات العالمي في دبي. وتطرق أولوسوي إلى محاور هامة تتعلق بمحصول القمح، وتوازن العرض والطلب، ودور تركيا في التجارة العالمية للقمح والدقيق.
على الرغم من الحفاظ على نفس المساحة المزروعة تقريباً، شهد إنتاج القمح في تركيا زيادة بفضل التحسينات في غلة المحصول. وأوضح أولوسوي أن هذه الاتجاهات، التي لوحظت منذ الستينيات، قد سمحت ببلوغ الغلة 3 أطنان للهكتار في المواسم الأخيرة. وأضاف الدكتور أولوسوي أن الظروف المناخية والأمطار قد تسبب تقلبات قصيرة الأجل، لكن التطورات التكنولوجية، وتقنيات التسميد المحسّنة، واستخدام الأسمدة بشكل أفضل تواصل دعم النمو على المدى الطويل. ومع ذلك، أشار إلى أن حصة تركيا العالمية في إنتاج القمح تراجعت من 3.5% إلى حوالي 2.5% بسبب تخصيص المزيد من الأراضي المروية لزراعة محاصيل مثل القطن والذرة والبذور الزيتية، في حين ظل إنتاج القمح ثابتاً.
تركيا ومشهد استيراد القمح
أشار الدكتور أولوسوي في عرضه التقديمي إلى التناقضات في تقديرات العرض والطلب على القمح في تركيا لموسم 2024/2025 من قبل مؤسسات مختلفة مثل وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، المجلس الدولي للحبوب (IGC)، والمعهد التركي للإحصاء. ووفقاً لأولوسوي:
تقدير وزارة الزراعة الأمريكية للمخزونات الأولية (5.2 مليون طن) كان منخفضاً بشكل كبير مقارنة بالأرقام الفعلية.
تقدير المجلس الدولي للحبوب للمخزونات النهائية (3.95 مليون طن) كان أقرب إلى الأرقام الحقيقية.
في موسم 2023/2024، حققت تركيا مخزونات نهائية تاريخية مرتفعة بفضل الإنتاج المحلي القوي وزيادة الواردات.
وصلت واردات تركيا من القمح في عام 2023 إلى 11.8 مليون طن، مما يمثل 5.5% من التجارة العالمية للقمح، إلا أن هذه الواردات انخفضت إلى 8.3 مليون طن في موسم 2023/2024. وأشار الدكتور أولوسوي إلى أن تقدير وزارة الزراعة الأمريكية البالغ 5 مليون طن لواردات القمح لهذا الموسم أقل بكثير من الواقع، حيث يتوقع فقط 2 مليون طن واردات. وأضاف أولوسوي: امع بقاء أربعة أشهر فقط على نهاية الموسم، من غير الممكن الوصول إلى تقدير وزارة الزراعة الأمريكية البالغ 5 مليون طن من واردات القمح ضمن الإطار التنظيمي الحاليس.
يتوقع أولوسوي أن تنخفض حصة تركيا في واردات القمح العالمية من 3.7% في العام الماضي إلى 1%، مما يعد أدنى مستوى لها منذ موسم 2012/2013. ويرجع هذا الانخفاض إلى اللوائح الصارمة المتعلقة بالاستيراد، بما في ذلك حظر الاستيراد تماماً من 21 يونيو إلى 15 أكتوبر 2024.
تحول تركيا من مستورد إلى مصدّر للقمح
مرت تركيا بتغيير كبير في توازن تجارة القمح القاسي (القمح المستخدم لصناعة الخبز) حيث تحولت من كونها مستوردة إلى أن أصبحت مصدراً رئيسياً في السنوات الخمس الأخيرة. وأشار غونهان أولوسوي إلى أن اتركيا استوردت 1.8 مليون طن من القمح القاسي في فترة 2019/2020 بسبب الجفاف، ولكن في موسم 2023/2024، شهدنا تحولًا كاملاً في موقف التجارة، حيث قامت تركيا بتصدير نفس الكميةس.
ومع ذلك، فإن صادرات القمح القاسي هذا الموسم تباطأت ليس بسبب نقص الإمدادات، بل بسبب ديناميكيات الأسعار. وأشار أولوسوي إلى أن االجفاف الذي حدث العام الماضي في كندا رفع الأسعار إلى أكثر من 500 دولار للطن، مما جعل التصدير أكثر جاذبية. هذا العام، ومع الأسعار المنخفضة، لا تزال مخزونات القمح القاسي تبقى في المستودعات بدلاً من دخولها إلى السوقس.

المنافسة المتزايدة في تجارة الدقيق العالمية
تعتبر تركيا أكبر مصدر لدقيق القمح في العالم، تليها كازاخستان وأوزبكستان وألمانيا. ومع ذلك، أشار الدكتور أولوسوي إلى أن روسيا ومصر قد تجاوزتا مليون طن من صادرات الدقيق العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض حصة تركيا في بعض الأسواق. كما لفت أولوسوي إلى أن المنافسة قد ازدادت في الأسواق التقليدية لصادرات تركيا، حيث تراجعت صادرات تركيا من الدقيق من 3.6 مليون طن في العام السابق إلى 3 مليون طن في عام 2024.
رغم النمو السريع في تجارة القمح العالمية، فإن تجارة الدقيق شهدت نمواً محدوداً خلال العشرين عاماً الماضية، حيث ارتفعت من 13 مليون طن إلى 16 مليون طن فقط. ووفقاً للدكتور أولوسوي، فإن هذا الركود ناتج عن تقليص الاعتماد على استيراد الدقيق في العديد من الدول وزيادة قدراتها على الطحن المحلي.
توقعات حصاد موسم 2025/2026
في الفترة من أكتوبر إلى يناير، كانت الأمطار في تركيا أقل من المتوسط، حيث شهدت بعض المناطق انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 26% إلى 40%. وأشار غونهان أولوسوي إلى أن اعلى الرغم من عدم حدوث جفاف شديد حتى الآن، إلا أن المخاطر ما زالت قائمة. يتم زراعة 75% من القمح في تركيا في الأراضي التي لا تُروى، مما يجعل الأمطار عاملاً حاسماً للإنتاجب. وأضاف أن امن المتوقع أن يكون شهر مارس أكثر حرارة من المعتاد، ولكن قد تستمر الظروف الجافة، خاصة في المناطق الرئيسية لإنتاج القمح في تركيا مثل جنوب شرق ووسط الأناضولس.
وفيما يتعلق بتوقعات واردات القمح للموسم الجديد، قال أولوسوي: اإذا انخفض إنتاج القمح في تركيا إلى 18 مليون طن، فمن المتوقع أن يصل استيراد القمح في موسم 2025/2026 إلى 9 مليون طن، متجاوزاً المستوى المعتاد البالغ 7 مليون طنس.