BLOG

سوق القمح المصري

21 ربيع الأول 14439 دقيقة للقراءة

يعد سوق طحن الحبوب من الأسواق الهامة للغاية في مصر، كون مصر المستورد الأكبر للقمح في العالم، كما أنها منتج كبير للقمح أيضًا. بالنسبة للقمح فإنه يتم استخدامه على نطاق واسع في السوق المصري وبشكل رئيسي في مطاحن الدقيق ومصانع المكرونة وذلك لتغطية احتياجات أكثر من مئة مليون مواطن مصري، من خلال إنتاج عدد من المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والخبز والمعكرونة. وفقًا للإحصاءات التي نشرتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن مصر هي الدولة الأكثر اعتمادًا على إمدادات البروتين من القمح، حيث تصل إلى ٣٥ جرامًا للفرد في اليوم.

خالد شريف الهزاع المدير العام لمجموعة الهزاع الاستثمارية

ونتيجة لذلك فإن استهلاك القمح في مصر هائل للغاية ويزداد مع مرور الوقت. ومن المتوقع وصول استهلاك القمح للعام الحالي ٢٠٢١ في مصر إلى ٢١ مليون طن متري مقارنة ب٢٠،٨ مليون طن من العام السابق. شهدت مصر، التي تعد منتج كبير للقمح، ارتفاع طفيف في نسبة الإنتاج المحلي للقمح لهذا العام، ولكن نسبة الإنتاج ما زالت مرضية للغاية، وصل الإنتاج المحلي للقمح إلى ٩ مليون طن لهذا العام مقارنة ب ٨،٩ مليون طن للعام الفائت. وفقا لوزارة التموين المصرية، فإن الحكومة قد خصصت ١٧ مليار جنيه مصري لشراء القمح المحلي من المزارعين. وفقا للوزارة فإن الدولة لديها اكتفاء ذاتي من القمح لمدة ٦ شهور. هذه النتائج المبهرة لا تفاجئنا كطاحنين في السوق المصري كوننا شهدنا الجهود العظيمة التي تبذلها الحكومة المصرية في هذا القطاع لأهداف رفع الإنتاج المحلي.

كدولة بحجم مصر، والتي تعتمد بشكل كبير على منتجات القمح، فإن الإنتاج المحلي للقمح سيكون من الواضح غير كافي لتغطية احتياجات البلد، مما ينتج استثمارات ضخمة في قطاع استيراد القمح. من المتوقع وصول واردات القمح لهذا العام ١٣ مليون طن في مصر، على الرغم من أن الخبراء توقعوا وصول الواردات إلى ١٣،٢ مليون طن ولكن بسبب انخفاض صادرات القمح من روسيا وهي المورد الأساسي للقمح في مصر، هبط الرقم المتوقع إلى ١٣ مليون، بينما بلغت واردات القمح العام الفائت في مصر ١٢،٥ مليون طن.

يتم شراء القمح المستورد في مصر من خلال عطاءات تدار من قبل الهيئة العامة للسلع التموينية GASC إضافة إلى الواردات التي تتم من قبل القطاع الخاص مباشرة. يتم استيراد القمح من أصول مختلفة أهمها روسيا ورومانيا وأوكرانيا. ومن الإنجازات الهائلة التي حققتها الهيئة العامة للسلع التموينية هذا العام هو خفض فاتورة استيراد القمح في مصر بنسبة ١٣٪ وذلك نتيجة لتنفيذ نظام معلوماتي متكامل والذي يدير عمليات إدارة ونقل وتجارة القمح. ولكن الحكومة المصرية تحاول تقليص الفجوة بين إنتاج القمح ووارداته في البلاد من خلال رفع نسبة الإنتاج المحلي، وذلك عبر خططها المستمرة لاستصلاح الأراضي الزراعية، فهي تهدف لتخصيص مليون فدان إضافية لزرع القمح خلال السنوات الثلاث القادمة. كما أن الحكومة ترفع قدرتها التخزينية الاستراتيجية من القمح وذلك من خلال المشروع القومي للصوامع والذي يهدف إلى بناء صوامع جديدة في ١٧ محافظة مصرية لتخزين القمح والحبوب بطاقة تخزينية تصل إلى ١،٥ مليون طن، مما يرفع طاقة التخزين الإجمالية في صوامع الحكومة إلى ٣،٦ مليون طن.

يوزع القمح في مصر على مطاحن الدقيق ومصانع المكرونة، معظم القمح ينقل إلى مطاحن الدقيق ويستعمل في إنتاج مختلف أنواع الطحين ومن ضمنها الطحين ذو نسبة الاستخراج ٨٢٪ والذي يستخدم في إنتاج الخبز البلدي المدعم. يوجد في مصر أكثر من ٤١٠ مطحنة دقيق، تملك مجموعة الهزاع الاستثمارية ٣ مطاحن في البلد وقدرتها الإنتاجية الحالية في مصر تصل إلى ١،٧٨٠ طن في اليوم. تعي مجموعة الهزاع الاستثمارية أهمية قطاعات طحن الحبوب وقطاع الأغذية ودورها الكبير في السوق المصري، فبعد وباء كورونا انصب تركيزنا على أهمية توفر كميات كافية من المواد الأولية طوال كافة الأوقات، لذلك قمنا برفع طاقتنا التخزينية للقمح في مطاحنا، فنحن نطبق عدة إجراءات لضمان توفر كميات كافية من القمح في مطاحننا، كون القمح المصدر الأساسي للعديد من الأغذية المهمة، فقمنا برفع طاقاتنا التخزينية من الحبوب في مصر والشرق الأوسط وبنينا صوامع جديدة لتخزين الحبوب، خصوصا وأن المجموعة لا تعمل فقط في قطاع طحن الدقيق وإنما أيضا في تجارة الحبوب، كما أننا نرفع قدرة الطحن للمجموعة في الشرق الأوسط ونستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة لتقليل كلف الإنتاج، إذ تملك المجموعة محطة توليد طاقة شمسية في الأردن والتي تزود كآفة منشآت المجموعة في الدولة بالطاقة الشمسة النظيفة.

وقد استحوذت المجموعة مؤخرا على مطحنة دقيق في الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة وأصبح لديها رصيف خاص بها ومحطة تفريغ بواخر مع صوامع تخزين لتسهيل تفريغ البواخر التي تشتريها المجموعة على بحر العرب. ومع آخر استحواذ للمجموعة على مطحنة الطحانين المصريين في مصر، أصبحت مجموعة الهزاع واحدة من أكبر اللاعبين في سوق الطحن المصري والتي تدير واحدة من أكبر القدرات الإنتاجية للطحن في البلاد. تمكنت مجموعة الهزاع الاستثمارية بفضل مركزها القوي في سوق الطحن المصري من تصدير منتجاتها إلى الأسواق الإفريقية والآسيوية بكل سهولة، فللمجموعة تاريخ عريق في قطاع الطحن والذي يمتد لأكثر من ٨٠ عام، ولديها طاقة إنتاج للطحين تبلغ أكثر من ٤ آلاف طن يوميا في ٤ دول في الشرق الأوسط.

تبيع مطاحن مجموعة الهزاع في مصر طحين بنسبة استخراج ٧٢٪ وهو يعد من أجود أنواع دقيق القمح في مصر، ولا يسمح لمطاحن القطاع الخاص في مصر التي تنتج طحين استخراج ٧٢٪ بإنتاج الطحين ذو نسبة الاستخراج ٨٢٪ والذي يستخدم في نظام تدعيم الخبز. ولكنا ننتج على الرغم من ذلك مختلف أنواع الطحين مثل الطحين المستخدم لأنواع الخبز المختلفة (مثل الخبز العربي، الخبز العراقي، خبز الشراك، خبز التورتيلا، خبز الفينو وغيرها)، وطحين البريميوم الذي يستخدم للمخبوزات والمعجنات، وطحين البسكوت، وطحين الباستا، وطحين النودلز، وطحين البيتزا، وغيرها العديد. منتجاتنا في مصر تباع تحت أسماء تجارية عدة منها: طحين البلاتينوم، طحين الحلم، طحين الأصفر، طحين المتميز.

يعد الخبز مهما جدا في النظام الغذائي للمصريين، فهم يطلقون عليه اسم «العيش» مما يدل على أهمية هذا المنتج. تنتج مصر يوميا كمية مقدارها ٢٧٠ مليون رغيف عيش ويوجد فيها ما يزيد على ٣٠ ألف مخبز. تضع الحكومة جهود عظيمة في تدعيم الخبز، فهي تصرف ٤٤،٨ مليون جنيه مصري على برنامج تدعيم الخبز لإنتاج ما يقارب ٨٩ مليار رغيف عيش مدعم سنويا. منذ ٢٠١٧ أصبح تدعيم الخبز في مصر ينفذ من خلال بطاقات تموينية للخبز وبعض السلع الأساسية، يوجد ٧١ مليون مواطن مصري يستفيد من البطاقات التموينية والتي تمكن حامليها من صرف كميات محددة من الخبز يوميا. كل هذه الإجراءات تنفذ من أجل ضمان ثبات سعر الخبز البلدي المدعم، وبالفعل بقي سعر الخبز البلدي في مصر نفسه دون تغيير منذ ٣٠ عام مما يجعله أرخص رغيف خبز في العالم، إذ يباع الخبز البلدي المدعم بسعر ٥ قروش مصرية (ما يعادل ٠،٠٠٣٢ سنت أمريكي) للرغيف الواحد. ولكن من المتوقع أن تغير الحكومة الإجراء المتبع في تدعيم الخبز نظرا للكلفة العالية للبرنامج الفعلي، إذ كشفت غرفة صناعة الحبوب أن كميات الطحين المدعم المستخدم في إنتاج الخبز البلدي تصل إلى ٨-٩ مليون طن سنويا. وتماشيا مع توجيهات الرئيس المصري الحالي، فإنه ينوي رفع سعر رغيف الخبز المدعم وتقليل الفجوة بينه وبين أسعار رغيف الخبز الحر بالإضافة إلى تقليص الفجوة بين سعر السوق للخبز المدعم والكلفة التي تتحملها الحكومة والتي تبلغ ٦٥ قرش.

إن أسعار القمح عالميا ما زالت مرتفعا نسبيا، فقد كان لجائحة كورونا أثر كبير على قطاع الحبوب، الأسعار الآن أعلى من المعتاد مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، سببت الجائحة تقلبات كبيرة وارتفاعات في أسعار الحبوب بسبب قيود الشحن التي ظهرت والقوانين الصارمة التي طبقت بهدف تقليل انتشار الوباء. فبرأينا إن خطوة تقليل الدعم منطقية بسبب ارتفاع أسعار القمح، آخر كمية قمح اشترتها مصر كانت يوم الاثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١ وكان السعر ٣٣٨،١ دولار للطن، لقمح منشأ روماني، السعر شامل الشحن ومتوقع وصول الشحنة بين ١٥-٢٠ أكتوبر.

كما أن تقليل دعم الخبز سيرفع الطلب على الخبز غير المدعم المنتج باستخدام طحين القطاع الخاص مما سيفتح العديد من الفرص بالنسبة لمطاحن القطاع الخاص في مصر وسيوفر فرص استثمارية في سوق الطحن المصري، مما يجعله أحد أكثر الأسواق الواعدة في المنطقة.

منذ بداية عام ٢٠٢١ وحتى نهاية يوليو، استورد كلا القطاعين العام والخاص في مصر حوالي ٥ ملايين طن من القمح. وكان القمح المستورد من أصول مختلفة، وهي روسيا (٥٨،٣٨٪ من واردات القمح)، تليها أوكرانيا ورومانيا وأستراليا وفرنسا. اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية، وهي المشتري العام للحبوب في مصر، مليون و٨٥٩ ألف طن قمح (٣٧،٠٣٪ من الواردات). تستورد مطاحن مجموعة الهزاع الاستثمارية في مصر قمحها من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وروسيا، ولديها علاقات قوية مع موردي القمح المهمين مثل Cargil و Dreyfus و IDM وغيرها.

كما توضح الأرقام أعلاه، فإن قطاع الطحن في مصر قطاع هائل وينمو بشكل سريع عامًا بعد عام، وعلى الرغم من المنافسة الكبيرة في السوق المصري، إلا أنه يعد من الأسواق الواعدة في الشرق الأوسط من حيث الاستهلاك والنمو، بسبب الموقع الجغرافي الممتاز والنمو السكاني السريع. الطلب في مصر على دقيق القمح مرتفع للغاية، لذلك انتهزت مجموعة الهزاع الاستثمارية هذه الفرصة واستثمرت في السوق المصرية من خلال إنشاء مطاحن التاج، أكبر منشأة طحن للمجموعة عام ٢٠٠٥ كما قامت بالاستحواذ على مطحنة الطحانين المصريين في عام ٢٠٢١.

تأسست مطحنة التاج في عام ٢٠٠٥ بطاقة إنتاجية تبلغ ٦٤٠ طن/ يوم، ثم قررت المجموعة توسيع هذه المنشأة في عام ٢٠١٦ وزيادة طاقتها الإنتاجية لتصل إلى ١٢٨٠ طن/ يوم من خلال بناء مطحنة جديدة كليا في نفس المنطقة الصناعية، في مدينة السادس من أكتوبر، تحمل المطحنة الجديدة نفس الاسم وتسمى مطحنة التاج ٢. تمتلك مطاحن التاج اليوم ٢،٥٪ من حصة السوق المصرية في مجال إنتاج الدقيق. بالنسبة لمطحنة الطحانين المصريين فقد تم إنشاؤها عام ١٩٩٧، واستحوذت عليها مجموعة الهزاع الاستثمارية في بداية عام ٢٠٢١ لتوسيع طاقتها الإنتاجية في مصر لتصل إلى ١٧٨٠ طنًا يوميًا.

بالنسبة لمرافق الطحن الخاصة بنا، فلدينا شراكة إستراتيجية مع مجموعة Bühler، وجميع مطاحن الدقيق المملوكة من قبل مجموعة الهزاع، مجهزة بأحدث ماكينات Bühler، مطاحننا مؤتمتة بالكامل، من الخطوة الأولى لاستلام الحبوب وحتى إنتاج المنتج النهائي. نستثمر في تدريب موظفينا، من خلال Bühler نقوم بتدريب موظفينا ونتأكد من اتباع أحدث توجهات سوق الطحن، يتم تدريب عمال الهزاع في مركز تدريب Bühler في مدينة أوزويل، في سويسرا وفي مدارس الطحن السويسرية. بالإضافة إلى أننا نرسل متدربين من شركاتنا كل عام لحضور دورات في مدرسة الطحن الأفريقي في كينيا، منذ إنشائها.

نحن نعمل مع Bühler منذ فترة طويلة ونحن راضون جدا عن هذه الشراكة، مجموعة الهزاع هي وكيل Bühler في السوق العراقية. يوفر Bühler حلول طحن مبتكرة تضمن سلامة الحبوب وجودتها مع الحفاظ على الاستدامة والكفاءة العالية. سمح لنا العمل مع Bühler باكتساب المزيد من الخبرة في مجال الطحن، فنحن دائمًا نجرب آلات Bühler الجديدة المبتكرة التي تقدم مزايا مختلفة لمطاحننا. كمجموعة رائدة، تضمن الهزاع دائمًا بناء مطاحن راقية تتوافق مع أعلى المعايير الدولية في مجال الطحن، ليس فقط بالنسبة للآلات ولكن أيضًا للصوامع والمختبرات ومعدات ضمان الجودة وما إلى ذلك.

مقالات في فئة ملف البلد
19 ربيع الأول 14447 دقيقة للقراءة

سوق الحبوب في بنغلادش