BLOG

قد يكون هناك انكماش في إمدادات قمح التصدير

24 رمضان 14438 دقيقة للقراءة

«يمكن في نهاية الموسم الحالي أن ينخفض إجمالي المخزون لدى أكبر ثمانية مصدّري للقمح إلى أدنى مستوى له في تسعة أعوام. نسبة المخزون/الاستخدام في هذه البلدان هي أقل من 15%. وهو المستوى الأقل ويمكن أن يكون رقماً قياسياً في الانخفاض.  وكما يوضح تقرير توقعات مجلس الحبوب العالمي لخمس سنوات، قد ينكمش عرض القمح القابل للتصدير نسبياً على المدى المتوسط.» 

أرونود بيتيت المدير
التنفيذي للمجلس الدولي للحبوب (IGC)


تتأثر صناعة الحبوب العالمية بعمق بآثار الجفاف والجائحة وزيادة تكاليف الأسمدة والطاقة، وتبحث الصناعة عن طرق للتعامل مع الظروف الصعبة. حيث انخفض إجمالي مخزونات البلدان الثمانية الرئيسية المصدرة للقمح إلى أدنى مستوى له في تسع سنوات، بانخفاض نسبة المخزون/الاستخدام إلى أقل من 15٪. بالنسبة لفترة الحصاد المقبلة، هناك مخاوف تتعلق باستخدام الأسمدة غير الكافية، وخاصة من أجل القمح الطري ، وفقدان الإنتاج والجودة بسبب الجفاف. بالإضافة إلى ذلك، أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما لاعبان مهمان في أسواق الحبوب العالمية، إلى زيادة أسعار الذرة وزيت عباد الشمس ومنتجات أخرى، خاصة القمح.

في مثل هذه الأوقات التي تزداد فيها حالة عدم اليقين في الصناعة، تحدثنا في مجلة الطحان مع أرناود بيتي، المدير التنفيذي لمجلس الحبوب العمالمي (IGC)، حول آخر التوقعات بشأن إنتاج الحبوب العالمي، وتأثيرات الجائحة، والاستعدادات لمؤتمر الحبوب العالمي الذي سيعقد في لندن في 7-8 يونيو 2022.

هل تطلعونا على أهم النقاط في تقرير الأسواق الذي نشره مجلس الحبوب العالمي في 17 فبراير؟

عوّض إجمالي الإنتاج العالمي للحبوب في موسم 2021/202 والمكاسب في الذرة (+71 مليون طن) والقمح (+6 مليون) والذرة الرفيعة (+4 مليون) الانخفاض في الحبوب الأخرى، وخاصة الشعير (-13 مليون)، وبفضل ذلك من المتوقع أن يصل الإجمالي إلى مستوى قياسي قدره 2 مليار 281 مليون طن بزيادة قدرها 3 في المائة مقارنة بالعام الماضي. فيما يتعلق بالزيادة الكبيرة في الاستهلاك، وخاصة استهلاك العلف، لوحظ أن إجمالي الاستخدام سيزداد بنسبة 2٪ سنوياً، أي سيصل إلى 2 مليار 286 مليون طن. هذا الرقم هو ذروة جديدة في هذا المجال.

ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات التراكمية إلى أدنى مستوى لها في سبع سنوات بالنسبة لكبار المصدرين، مع انخفاض سنوي متواضع. ويرجع ذلك أساساً إلى الانخفاض المتوقع في واردات الصين من الذرة، ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي تجارة الحبوب بنسبة 1٪ إلى 424 مليون طن.

نتوقع أن ينخفض إنتاج فول الصويا العالمي بمقدار 15 مليون طن عن العام الماضي إلى 353 مليون طن بسبب قلة المحاصيل في أمريكا الجنوبية بسبب ظروف النمو السيئة. في حين أنه من المتوقع أن ينكمش العرض، نتوقع أيضاً انكماش الاستهلاك للمرة الأولى منذ 10 سنوات، بما في ذلك الانخفاضات في البرازيل والأرجنتين. حيث أنه من المتوقع أن تنكمش مخزونات نهاية الموسم بشكل حاد بسبب الانخفاض الكبير لدى الثلاثة الكبار (الولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل). كما نتوقع أن تظل تجارة فول الصويا العالمية دون تغيير مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت 161 مليون طن.

في تقرير اللجنة الحكومية الدولية، يقدر إجمالي مخزونات الحبوب لموسم 2021/202 بـ 596 مليون طن، مسجلاً الانخفاض الخامس على التوالي. كما ستنكمش مخزونات مصدري القمح الرئيسيين للموسم الرابع على التوالي. هل تعتقدون أن هذا الاتجاه التنازلي في الأسهم سيستمر؟

في الواقع، بنهاية الموسم الحالي يمكن أن ينخفض إجمالي المخزونات لدى ثمانية دول مصدرة للقمح إلى أدنى مستوى لها في تسع سنوات. حيث أن نسبة المخزون/الاستهلاك في هذه البلدان أقل من 15٪. من المحتمل أن يكون هذا مستوى قياسي منخفض. فإذا نظرنا إلى العرض العالمي للقمح المطحون، يمكننا القول إن الوضع أكثر خطورة، حيث كان للجفاف هذا الموسم تأثير سلبي غير عادي على المحاصيل في كندا والولايات المتحدة. كما يُظهر تقرير التوقعات الخمس سنوات لمجلس الحبوب العالمي (على الرغم من إصدار هذا التقرير منذ أكثر من عام، في يناير 2021)، قد يتقلص المعروض من القمح القابل للتصدير نسبياً على المدى المتوسط. حيث توضح التوقعات، من حيث القيمة المطلقة، أن الطلب على طحن القمح سيظل القوة الدافعة للاستهلاك، وبالتالي ستظل توقعات العرض عنصراً مهماً للمعلومات للسوق الصاعد.

من ناحية أخرى، قد ينكمش سوق الذرة العالمي إلى حد ما على المدى المتوسط ، على الرغم من المكاسب الإنتاجية المتوقعة. ومن المتوقع أن يحافظ الطلب الصيني، وكذلك المعالجة المحلية في بعض البلدان، على ديناميكية السوق خلال السنوات الخمس المقبلة.

هل يمكنكم أيضاً مشاركة توقعات مجلس الحبوب العالمي لإمدادات القمح والذرة العالمية لموسم 22/23؟

يجب أن تدعم أسعار الحبوب الحالية الزراعة في موسم 2022/23 على الرغم من ارتفاع تكاليف المدخلات. لذلك، نتوقع أن يظل الإنتاج العالمي للقمح والذرة مستقراً نسبياً على أساس سنوي. خاصة في أجزاء من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، فقد يكون من السابق لأوانه تقدير حجم الإنتاج بسبب عوامل مختلفة غير مؤكدة، بما في ذلك نسبة استخدام الأسمدة وحالة الطقس.

أما فيما يتعلق باستهلاك القمح، نتوقع زيادة سنوية في الموسم المقبل بنسبة 1٪، والتي تتوافق إلى حد كبير مع متوسط الخمس سنوات السابقة. ومن المتوقع أن يأتي هذا النمو من مكاسب استهلاك الغذاء في آسيا. حيث أنه من المتوقع حدوث نمو مطرد في استخدام المواد الغذائية القائمة على القمح والذرة. ومع ذلك، فإن توافر بدائل يحتمل وفرتها، بما في ذلك الذرة، قد يحد من استخدام قمح العلف لبعض المستهلكين، لا سيما في أوروبا والصين. إضافة لذلك، وبافتراض استمرار الاتجاه التصاعدي في الطلب على البروتين الحيواني، فإن الاستخدام العالمي المتوقع للأعلاف يقترب من المستوى القياسي في العام السابق.

فيما يتعلق بالذرة، يكمننا أن نقول ما يلي قبل موسم الزراعة الربيعي في نصف الكرة الشمالي: من المحتمل أن يتسبب ارتفاع تكاليف المدخلات وموارد الأسمدة المحدودة في تقلص مساحات زراعة الذرة في بعض البلدان المنتجة. لكن، من المتوقع حدوث انخفاضات طفيفة فقط في الولايات المتحدة وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى أسعار السوق القوية. ويبدو أن مساحات حصاد الذرة العالمية قد تغيرت قليلاً من سنة إلى أخرى، بما في ذلك التقديرات المؤقتة للزيادات الإضافية في مزارع أمريكا الجنوبية بعد سبعة أشهر على الأقل،  وسيتجاوز متوسط هذه المساحات 204.1 مليون هكتار. ونتيجة لحالة عدم اليقين الحرجة فيما يتعلق بمستويات استخدام الأسمدة، هناك بعض المخاطر السلبية المحتملة على متوسط الإنتاج في موسم 2022/23. إذا افترضنا وجود ظروف جوية موسمية جيدة ونتائج أفضل جنوب خط الاستواء، سيكون الإنتاج أعلى بحوالي 2٪ سنوياً على نحو مؤقت

شهدنا العام الماضي زيادة كبيرة في أسعار الأسمدة. برأيكم كيف سيتعامل  منتجو الحبوب مع ارتفاع أسعار الأسمدة باعتبار أنها إحدى أكبر المدخلات فيما يرتبط بإنتاج الحبوب؟ وكيف ستؤثر أسعار الأسمدة الحالية على قرارات الزراعة بالنسبة للمنتجين؟

لا تزال أسعار الأسمدة العالمية مرتفعة بشكل ملحوظ على أساس سنوي بسبب الزيادات في أسعار الغاز الطبيعي وبعض القيود على الصادرات. بينما يستعد المزارعون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية لاستخدام الأسمدة في محاصيلهم الشتوية 2022/23 التي ستنشأ عن فترة الإنبات  وتقييم خيارات الزراعة الربيعية، أدى ارتفاع تكاليف المدخلات إلى خلق حالة من عدم اليقين بشأن تأثيرات الإمداد المحتملة للموسم المقبل. وبما أن المزارعين يخططون لمحاصيلهم وفقاً لنهج التدوير، فإن ذلك يحد من إمكانية حدوث تقلبات واسعة بين المحاصيل. ومع ذلك، فإن نسبة الفرصة/التكلفة والوصول المحدود إلى التمويل يمكن أن يقلل من معدلات استخدام الأسمدة ويحتمل أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الإنتاج أو جودة الحبوب لصناعة المطاحن. وبذلك، ما زلنا بعيدين عن الحصاد في نصف الكرة الشمالي وقد يكون لعوامل أخرى تأثيراً كبيراً.

ما هي الدروس التي تعتقدون أن صناعة الحبوب العالمية قد تعلمتها من جائحة كوفيد-19؟ وما هي الاتجاهات الرئيسية لسوق الحبوب في عالم ما بعد الوباء؟

أظهرت جائحة كوفيد -19 أهمية توريد الحبوب المحلية والأمن الغذائي. لكن حقائق السوق توضح لنا أن التجارة العالمية تلعب دوراً استراتيجياً في الأمن الغذائي والنظم الغذائية المستدامة. إضافة لذلك، أكدت هذه الأزمة التعقيد الكبير لسلسلة القيمة العالمية للحبوب. لهذا السبب، فإن عدد الإجراءات المقيدة للتجارة قليل جداً اليوم. في نهاية شهر يناير، عقد مجلس الحبوب العالمي ندوة عبر الإنترنت مع الحكومة الأوكرانية حول خطط الطوارئ في قطاع الحبوب، لتبادل الخبرات وتزويد الأعضاء بالتحديثات حول الأطر التنظيمية الوطنية. ففي نهج التخطيط للطوارئ، يمكننا أن نلاحظ التحول من الاحتفاظ بالمخزون العام إلى تسهيل التدابير من أجل الأداء السلس للسوق الداخلية. وبذلك إن كمية المعلومات التي يكون القطاعان العام والخاص على استعداد لمشاركتها مهمة للغاية لأنها ضرورية للتشغيل السلس والفعال لسوق الحبوب العالمية.


مؤتمر الحبوب IGC، الذي عقد على الإنترنت منذ عامين بسبب الوباء، سيجمع ممثلي القطاع معاً في لندن مرة أخرى هذا العام. ما هي المحاور الرئيسية للمؤتمر هذا العام؟

نحن متحمسون حقاً لإعادة إطلاق مؤتمر هذا العام في لندن. سيعقد مؤتمر عام 2022 بصيغة هجينة في مركز لندن في 7-8 من شهر يونيو. وسيركز الحدث، الذي يضم مشاركات من المتحدثين، سواء في شكل مسجل مسبقاً أو مشاركات مباشرة على الهواء، على عدد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك نقاط ضعف سلسلة التوريد والاستدامة وتغير المناخ، في أربع جلسات رئيسية:

• النمو الاقتصادي الذي يركز بشكل خاص على البنية التحتية والاستثمارات اللوجستية اللازمة للتعامل مع الصدمات على طول سلسلة التوريد.

• معايير الاستدامة والسياسات التجارية الجديدة في المنتجات الزراعية.

• خطط تجارة الكربون والاستخدامات المحتملة كأداة للتشجيع على تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ في قطاع تجارة الحبوب.

• مستقبل الوقود الحيوي في سياق سياسة الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم سلسلة خاصة من ورش العمل في اليوم الثاني من الحدث تغطي المسائل الحالية التي تؤثر على أسواق القمح والأرز والبذور الزيتية والبقول.

يحتاج صانعو السياسات والمؤسسات الخاصة إلى تبادل المعلومات والخبرات والأفكار لتشكيل مقاومة ضد نقاط الضعف الأمنية في أنظمة الغذاء العالمية. في هذه المرحلة، يتمتع مجلس الحبوب الدولي (IGC) بمكانة فريدة. وبهذه المناسبة، أدعو ممثلي الصناعة للانضمام إلى مؤتمر IGC  للحبوب، وهو منتدى عالمي حيث يمكن عقد مثل هذه المناقشات من خلال الجمع بين اللاعبين المهمين من القطاعين العام والخاص.

مقالات في فئة مقابلة
04 محرم 14413 دقيقة للقراءة

قد تستمر الحروب التجارية لغاية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية

إن الحروب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم، تؤثر بشكل س...

22 ربيع الثاني 14426 دقيقة للقراءة

زاد الطلب على البروتين النباتي أثناء الجائحة

سيندي براون رئيس الاتحاد الدولي للبقوليات «إنّ البقوليات هي بالفعل غذاء المستقب لأن البقوليات مصدر...

29 ذو القعدة 14405 دقيقة للقراءة

الظروف الجوية المهيمنة على دول البحر الأسود بالنسبة للحبوب وعلاقتها بالسياسة

“تزداد أهمية موردي الحبوب للدول الواقعة على حوض البحر الأسود بشكل تدريجي يوماً بعد يوم في الأسواق ا...