يفقد الاتحاد الأوروبي حصته في السوق في المنطقة بسبب تزايد هيمنة القمح الروسي في أفريقيا والشرق الأوسط. وبحسب أرقام وزارة الزراعة الأمريكية، في الأشهر السبعة الأولى من موسم 2023-2024، انخفضت الشحنات من الاتحاد الأوروبي إلى شمال أفريقيا بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وانخفضت الشحنات إلى الشرق الأوسط بأكثر من 60 بالمئة.
يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في التكيف مع الأسعار التنافسية التي تقدمها روسيا في أسواق القمح في شمال أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط، حيث كان هو المسيطر عليها عبر التاريخ، كما بدأ يفقد هيمنته على السوق لصالح القمح الروسي. ويواجه الاتحاد الأوروبي منافسة أعظم من أي وقت مضى من جانب روسيا في هذه المناطق. وتكشف إحصائيات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) عن ذلك أيضاً. وبحسب تقرير أسواق وتجارة الحبوب العالمية الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية لشهر أبريل، انخفضت الشحنات من الاتحاد الأوروبي إلى شمال إفريقيا في الأشهر السبعة الأولى من موسم 2023-2024 بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتكبد الاتحاد الأوروبي خسارة أكبر بكثير في سوق الشرق الأوسط في نفس الفترة. وانخفضت الشحنات إلى الشرق الأوسط بأكثر من 60 بالمائة خلال هذه الفترة. ومن الجدير بالذكر أن روسيا زادت حصتها في السوق، وخاصة في المملكة العربية السعودية والجزائر، اللتين تشكلان تقليدياً اثنين من أكبر ثلاث أسواق تصدير للاتحاد الأوروبي.
تستمر مخزونات القمح القياسية في روسيا في جعل أسعار التصدير أكثر تنافسية بالمقارنة مع أسعارها في الاتحاد الأوروبي. وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فإن صادرات القمح الروسية هذا الموسم ستحطم رقماً قياسياً وسترتفع إلى 52 مليون طن. وعدلت وزارة الزراعة الأمريكية توقعات صادرات الاتحاد الأوروبي من القمح لموسم 2023-2024 إلى 34.5 مليون طن، أي أقل بمقدار 2 مليون طن مقارنة بشهر مارس.
Source: Trade Data Monitor, LLC
and Refinitiv
كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال حتى الآن واحدة من أهم أسواق القمح بالنسبة للاتحاد الأوروبي. حيث استحوذ الاتحاد الأوروبي على ما يقارب من 95% من هذا السوق في السنوات الخمس لغاية موسم 2019/2020. وانخفض الطلب على واردات القمح في المملكة العربية السعودية هذا الموسم مع زيادة الإنتاج المحلي بفضل زيادة أسعار الشراء الأساسية. كما تحولت أفضليات الاستيراد للمملكة العربية السعودية من القمح الأوروبي إلى القمح الروسي. وأصبحت العروض الروسية أكثر تنافسية في مناقصات شراء القمح التي طرحتها المملكة العربية السعودية، وفقد الاتحاد الأوروبي مكانته باعتباره المورد الأول للقمح لهذا البلد إلى روسيا هذا الموسم.
كما يمكن رؤية الضغوط الروسية على حصة الاتحاد الأوروبي في السوق في الجزائر. اعتمد المكتب الجزائري لمنتجات التربة (Office Algérien Interprofessionnel des Céréales- OAIC) قمح الاتحاد الأوروبي حتى وقت قريب. وقبل 5 سنوات فقط، كان الاتحاد الأوروبي يزود الجزائر بـ 85% من واردات القمح. ومع ذلك، سعت الحكومة الجزائرية منذ ذلك الحين إلى تنويع مورديها من قمح الخبز. وفي هذا السياق، خففت الجزائر شروط استيراد القمح سنة 2020 وأعطت الضوء الأخضر للواردات من منشأ البحر الأسود. ومنذ ذلك الحين، زادت صادرات القمح الروسي إلى الجزائر بشكل ملحوظ. المطاحن الجزائرية راضية عن القمح الروسي. ومع ذلك، فإن روسيا والاتحاد الأوروبي سيواصلان الصراع من أجل الهيمنة في السوق الجزائرية.