BLOG

فرنسا تشهد تراجعاً تاريخياً في صادرات القمح

08 شعبان 14462 دقيقة للقراءة

تواجه فرنسا، أكبر منتج للحبوب في أوروبا، أدنى مستوى من صادرات القمح في السنوات الأخيرة. التوترات الدبلوماسية مع الجزائر، أحد أكبر أسواقها الخارجية، وانخفاض الطلب من الصين، بالإضافة إلى حصاد ضعيف تأثر بالظروف الجوية السيئة، كلها عوامل تهز مكانة فرنسا في السوق العالمية للقمح.

وفقاً لمكتب الزراعة الفرنسي FranceAgriMer، من المتوقع أن تظل صادرات القمح الطري إلى خارج الاتحاد الأوروبي في موسم 2024/2025 عند مستوى 3.5 مليون طن. وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة ثلثين مقارنة بالموسم الماضي، وسيُسجل على أنه أدنى حجم تصدير في القرن الواحد والعشرين. في النصف الأول من الموسم، تم إرسال شحنات تبلغ مليون طن فقط، بينما تشير الشحنات الضعيفة في يناير إلى أن أهداف الصادرات قد تتراجع بشكل أكبر.

خطر التراجع في تصنيف الصادرات العالمية للقمح

يهدد الانخفاض في صادرات القمح الفرنسي موقع البلاد التنافسي في تجارة الحبوب العالمية. وبسبب تراجع الإنتاج، قد تفقد فرنسا مركزها السادس في تصدير القمح عالمياً لصالح الأرجنتين، بينما يزداد الفارق بينها وبين كبار المصدّرين مثل روسيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة.

يرجع هذا التراجع في الصادرات الفرنسية بشكل أساسي إلى انخفاض الإنتاج الناجم عن الظروف الجوية السيئة. فقد أدت الأمطار الغزيرة المتواصلة خلال موسم الزراعة إلى تسجيل أدنى محصول من القمح الطري منذ الثمانينيات، مما تسبب أيضاً في مشكلات تتعلق بالجودة، وأضعف القدرة التنافسية لفرنسا في الأسواق الدولية. من ناحية أخرى، تضغط صادرات القمح الأرخص القادمة من أوروبا الشرقية، وخاصة بقيادة روسيا، على الأسعار، مما يزيد من تحديات فرنسا في السوق العالمية.

البحث عن أسواق بديلة

لطالما كانت الجزائر والصين من أكبر أسواق تصدير القمح الفرنسي لسنوات، إلا أن فرنسا لم تتمكن في موسم 2024/2025 من بيع أي قمح للصين، بينما قامت بشحنة واحدة فقط إلى الجزائر. أما في السوق المغربية، فقد تراجعت مبيعات القمح الفرنسي إلى النصف. ويُعد التوتر الدبلوماسي بين فرنسا والجزائر أحد العوامل الرئيسية وراء هذا التراجع، حيث استبعدت الجزائر فعلياً القمح الفرنسي من مشترياتها بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. في المقابل، غيّرت الصين استراتيجيتها في الاستيراد، مفضلة القمح الأسترالي على الفرنسي.

في مواجهة هذه الخسائر في الأسواق التقليدية، يسعى المصدرون الفرنسيون إلى إيجاد أسواق بديلة. وقد افتتحت شركة الحبوب الفرنسية العملاقة InVivo  مكتباً تجارياً جديداً في السعودية، بينما تعمل Senalia، التي تدير أكبر محطة تصدير للحبوب في فرنسا، على إنشاء موانئ استيراد في الشرق الأوسط، بهدف تسويق القمح الفرنسي إلى جانب منتجات أخرى من مصادر مختلفة.


مقالات في فئة اخبار
07 رجب 14414 دقيقة للقراءة

يجتمع قطاعا الحبوب والأعلاف تحت مظلة واحدة في ظل التعاون الهولندي-التركي

شركتا بارانتيز لتنظيم المعارض العالمية Parantez Uluslararası Fuarcılık، وفيكتام Victam، وهما عنوان...