تعتبر الصين، أكبر مستورد للمنتجات الزراعية في العالم، حيث استوردت أكثر من 157 مليون طن من الحبوب وفول الصويا في عام 2024. ومع ذلك، تواصل الصين اتخاذ خطوات استراتيجية لتقليل اعتمادها على الاستيراد، خاصة من الولايات المتحدة والبرازيل.
حددت حكومة بكين ميزانيتها لتخزين الحبوب والزيوت الصالحة للأكل وغيرها من المنتجات الزراعية لعام 2025 بزيادة بنسبة 6.1% عن مستوى العام الماضي، ليصل المبلغ إلى 18.12 مليار دولار. كما تم الإعلان عن تخصيص دعم بقيمة 7.44 مليار دولار لمدفوعات أقساط التأمين الزراعي.
تم تحديد هدف الصين لإنتاج الحبوب المحلي في عام 2025 عند 700 مليون طن، متجاوزاً بشكل كبير هدف عام 2024 البالغ 650 مليون طن. وبعد حصاد قياسي بلغ 706.5 مليون طن من الحبوب العام الماضي، تهدف الصين إلى زيادة قدرتها الإنتاجية بشكل أكبر. وفي هذا السياق، صرح الجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينيةب قائلة: امن خلال تنفيذ استراتيجيات مثل تحسين إدارة الأراضي الزراعية وزيادة استخدام التكنولوجيا، تم تعزيز قدرتنا على ضمان الأمن الغذائي. وبالتالي، لدينا البنية التحتية والدعم اللازمين لتحقيق هذا الهدف.ب
أعلنت حكومة بكين أيضاً أنها ستقدم مزيداً من الدعم لمشاكل فائض الإنتاج التي تواجهها صناعات اللحوم والألبان. كما أوضحت أنها تخطط لتسريع بناء منشآت تخزين الحبوب، والقطن، والسكر، واللحوم، والأسمدة، وتعزيز الروابط بينها.
إن زيادة الصين في ميزانيتها لتخزين الحبوب هي جزء من جهودها لتأسيس حد أدنى أساسي بهدف منع انخفاض احتياطيات الغذاء إلى ما دون مستوى معين. ويُنظر إلى هذه الزيادة كدليل على استعدادات الصين لمواجهة حرب تجارية قد تستمر مع الولايات المتحدة والتحديات الجيوسياسية المعقدة.
بالإضافة إلى مشاكل الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، بدأت الصين أيضاً تحقيقات تجارية بشأن استيراد لحم الخنزير ومنتجات الألبان من الاتحاد الأوروبي، واستيراد الكانولا من كندا. ووفقاً للبيانات الجمركية، انخفضت القيمة الإجمالية لاستيراد الصين للمنتجات الزراعية بنسبة 8% في عام 2024، ليصل إلى 215 مليار دولار.
الحوافز لزيادة الإنتاج المحلي
بما أن الصين تستورد حوالي 80% من فول الصويا الذي تستهلكه، فقد وسعت الصين نطاق تأمين التكلفة الكاملة وإيرادات الإنتاج لمزارعي فول الصويا. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها دعم مهم لتشجيع المزارعين على زراعة البذور الزيتية.
لطالما حاولت الصين تقليل الطلب على فول الصويا المستورد باستخدام الأعلاف الحيوانية منخفضة البروتين أو الأعلاف البديلة (مثل بذور اللفت أو القطن). في إطار الخطة الزراعية الجديدة المعلنة، تستهدف بكين زيادة إنتاج البذور الزيتية وتحقيق استقرار في إنتاج السكر، والقطن، والمطاط الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، هم يخططون لتحسين آلية تسعير الحبوب وتنفيذ سياسة الحد الأدنى للأسعار للأرز والقمح.