ادّعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحبوب التي يتم شحنها من الموانئ الأوكرانية في نطاق اتفاقية ممر الحبوب الموقعة بوساطة تركيا تذهب في الغالب إلى الاتحاد الأوروبي بدلاً من الدول الفقيرة. ودعا بوتين إلى تغيير مسار شحن الحبوب وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس رجب طيب إردوغان.
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه الذي ألقاه في المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد في فلاديفوستوك بروسيا، دول الاتحاد الأوروبي بتحويل الحبوب الأوكرانية إليها، حيث قال «باستثناء تركيا بصفتها دولة وسيطة، فإن جميع الحبوب تقريباً المصدرة من أوكرانيا تذهب إلى الاتحاد الأوروبي، وليس إلى الدول الأكثر فقراً. قبل كل شيء، يجب علينا مساعدة البلدان الأشد فقراً. وهذا ليس ما يحدث الآن». وبحسب الزعيم الروسي، فإن اثنتين فقط من أصل 87 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية بموجب اتفاقية الحبوب منذ 1 أغسطس توجهت إلى الدول النامية.
واتهم بوتين الغرب بـ «خداع الدول الفقيرة»، وقال إنه في إطار اتفاقية ممر الحبوب يجب وضع قيود على طرق شحن الحبوب وأنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس رجب طيب إردوغان.
لا تتطابق الأرقام التي قدمتها الأمم المتحدة مع الإحصائيات التي عبر عنها بوتين. باستثناء تلك التي تصل إلى تركيا، فإن أكثر من 20 سفينة تغادر من أوكرانيا تتجه إلى البلدان النامية والأقل نمواً، وذلك بحسب بيانات الأمم المتحدة والوجهة النهائية لستة منهم هي مصر. بينما سفن أخرى تشق طريقها إلى البلدان الفقيرة مثل جيبوتي واليمن والسودان.
تم توقيع اتفاقية بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا بتاريخ 22 يوليو تسمح لموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود بإعادة فتحها أمام صادرات الحبوب. في نطاق الاتفاقية، والتي هي أمر حيوي لتجنب أزمة غذاء عالمية، بدأت أوكرانيا في إرسال الحبوب إلى الأسواق العالمية من موانئ أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك. توصف المبادرة التي تقودها تركيا، والتي خفضت أسعار الحبوب التي كانت قد ارتفعت إلى مستويات تاريخية منذ فبراير بعد هجوم روسيا على أوكرانيا، بأنها بارقة أمل لسد الفجوة في الإمدادات الغذائية العالمية. إن أوكرانيا، التي تزود الأسواق العالمية بما متوسطه 45 مليون طن من الحبوب سنوياً، هي من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم.