حذر الخبراء من أن دول أمريكا اللاتينية يجب أن تشعر بالقلق لأن موجة الطقس المعروفة باسم النينو سرعان ما انتقلت إلى ظاهرة النينيا، وأنه لم يتبق سوى القليل من الوقت لتعافي السكان والمحاصيل. يمكن أن تؤثر الظروف الجوية لظاهرة الا نينياب على محاصيل مهمة مثل القمح والذرة في أمريكا الجنوبية، مما يلحق الضرر بالاقتصادات التي تعتمد على هذه الحبوب.
قال الخبراء الذين تحدثوا في لجنة نظمتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في أبريل إن ظاهرة النينيو والأمطار الغزيرة التي تجلبها قد تتحول قريباً إلى موجات جفاف ناجمة عن ظاهرة النينا وموسم أعاصير مزدحم في أمريكا الجنوبية. كما أعلن مركز التنبؤات المناخية (CPC) التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية في أحدث توقعاته الشهرية عن احتمال بنسبة حوالي 60% ظهور الظاهرة المناخية الانيناب التي تتميز بموجات مناخية باردة على غير العادة في المحيط الهادئ في النصف الثاني من عام 2024 .
ويستمر نمط الطقس العام، الذي يشمل ظاهرة النينو والنينيا والمرحلة المحايدة، عادة ما بين عامين وسبع سنوات. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الفترة الانتقالية من ظاهرة النينيو إلى ظاهرة النينا أصبحت أقصر. وقالت يولاندا جونزاليس، مديرة المركز الدولي لأبحاث ظاهرة النينيو: اإننا نشهد حدوث ذلك، لقد خرجنا للتو من ظاهرة النينا قبل عام، وهناك بالفعل علامات على حدوث ظاهرة النينيو في شهر مارس ا. ويمكن أن تؤثر الظروف الجوية لظاهرة الانينياب على محاصيل مهمة مثل القمح والذرة في أمريكا الجنوبية، مما يلحق الضرر بالاقتصادات التي تعتمد على هذه الحبوب.
ويشير الخبراء إلى أن تأثيرات أنماط الطقس مثل الهطولات المطرية وموجات الحرارة والجفاف أصبحت أكثر حدة في السنوات الأخيرة. ويذكر أن التحولات السريعة بين ظاهرة النينيو والنينيا قد تكون مرتبطة بتغير المناخ، لكن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد علاقة سببية محددة. وقد قيمت ماريون خميس، خبيرة إدارة المخاطر الإقليمية لدى الفاو الوضع قائلة: اإن هذه التغييرات المفاجئة وحقيقة أن هذه الدورات تتداخل الآن تقريباً تقلل من التكيف مع هذه التغييراتب. اوهذا يعني تحدياً كبيراً.ب
أعلنت بورصة روزاريو للحبوب في الأرجنتين أن هناك احتمالاً كبيراً لظهور موجة طقس قوية من نوع لا نينا في البلاد بداية من شهر أكتوبر. وقد تؤثر موجة الجفاف قرب نهاية العام في الأرجنتين، أحد مصدّري الحبوب الرئيسيين في العالم، سلباً على تنمية بعض محصول القمح وزراعة الذرة وفول الصويا في موسم 2024/2025. فقد كانت الأرجنتين قد تعافت للتو من ظاهرة النينيا، التي حدثت لمدة ثلاث سنوات متتالية وضربت حصاد 2022/2023 بشكل خاص، مما أدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل المهمة مثل فول الصويا والذرة والقمح بمقدار النصف تقريباً.