يمر منتجو القمح الأمريكيون بوقت عصيب، حيث أدت وفرة الإمدادات العالمية إلى إبقاء أسعار القمح عند أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات تقريباً، في حين تظل تكاليف المعدات والنقل مرتفعة. وفي تقييم لوكالة رويتزر في التحليل الذي نشرته حول هذا الموضوع اأصبح الربح بعيد المنال على نحو متزايد بالنسبة لمزارعي القمح في الولايات المتحدة. ولا يتوقع العديد من المزارعين تحقيق أرباح في عام 2024س.
يمثل الوضع الحالي لسوق القمح الأمريكي تحدياً كبيراً لمزارعي القمح الشتوي الذين ينتجون في المنطقة المعروفة أيضاً باسم السهول الكبرى. ربما لا يزال المزارعون الأمريكيون يخسرون المال على الرغم من أفضل محصول لديهم منذ سنوات بعد أن أدى الجفاف الذي دام ثلاث سنوات إلى انخفاض المحاصيل وأجبر المنتجين على التخلي عن القمح.
انخفضت أسعار القمح الأمريكي نتيجة تأثرها بالإمدادات الرخيصة من البحر الأسود وأوروبا وحصاد الذرة العالمي الوفير على سوق الحبوب بشكل عام. سيكون القمح الشتوي الأمريكي أول محصول يتم حصاده خلال عام ومن المتوقع أن تشهد الإيرادات الزراعية الأمريكية انخفاضاً، مما يشير إلى الأوقات الصعبة المقبلة للمزارعين الأمريكيين.
وقد أظهر تحليل أجرته جامعة ولاية كانساس أن المزارعين في أكبر ولاية منتجة للقمح في البلاد سيحتاجون إلى إنتاج حوالي 60 بوشل من الفدان لتحقيق التعادل بتكلفة قدرها 6.26 دولار للبوشل. ومع ذلك، تتراوح أسعار القمح في الولاية بين 5 دولارات و5.80 دولار.
كما أن توقعات مجلس الحبوب الدولي ومقره لندن بمحصول عالمي شبه قياسي من الحبوب في موسم 2024-2025، يشير إلى وفرة في الإمدادات العالمية، ويزيد أيضاً من مخاوف منتجي القمح الأمريكيين فيما يتعلق بالأسعار. ورغم أن حجم محصول القمح الشتوي الأمريكي سيتضح خلال الأسابيع المقبلة، خاصة خلال جولة القمح السنوية في شهر مايو، إلا أن وزارة الزراعة الأمريكية قالت في بيانها الأخير أن 55% من المحصول تتراوح حالته ما بين اجيدب إلى اممتازب. ا، والذي من المتوقع أن يكون هو أعلى معدل لهذه الفترة من العام منذ عام 2020.
الولايات المتحدة الأمريكية تخسر الجهود
في سوق القمح
لا تزال تكاليف النقل والإنتاج للقمح الأمريكي مرتفعة مقارنة بقمح البحر الأسود والقمح الأوروبي. وهذا يثير مخاوف كبيرة بشأن القدرة التنافسية لصادرات القمح الأمريكية. فقد فقدت الولايات المتحدة، خامس أكبر مصدر للقمح في العالم، حصتها في السوق لصالح روسيا، أكبر مصدر للقمح، وغيرها من المنتجين في السنوات الأخيرة. فالسوق العالمية تتسم بالمنافسة الشديدة لدرجة أن الشركات الأمريكية تشتري أحياناً القمح من أوروبا للاستفادة من انخفاض الأسعار. كما أن وزارة الزراعة الأمريكية تقدر أن واردات الولايات المتحدة من القمح في الموسم الحالي ستبلغ 18 مليون بوشل، وهو أعلى مستوى في العقد الماضي.
ومع انخفاض أسعار القمح، يقول المزارعون إن تكاليف معدات الحقل والصيانة والعمالة زادت، مما لم يترك لهم سوى القليل من المال في جيوبهم بعد الحصاد. ويقول المزارعون إن وثائق التأمين على المحاصيل تكفي فقط لتعويض بعض خسائرهم المالية، وأن المدفوعات ليست كافية لإنقاذهم بالكامل.
مساحة زراعة القمح آخذة في التناقص
تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تنخفض الإيرادات الزراعية الأمريكية، التي كانت قد انخفضت في عام 2023، بنحو 40 مليار دولار بالقيمة الاسمية مقارنة بالعام السابق في عام 2024، وذلك بسبب انخفاض المدفوعات الحكومية المباشرة، وزيادة تكاليف الإنتاج، وزيادة إمدادات الحبوب والبذور الزيتية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج. وأصبحت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، بينما يواصل المنتجون زراعة القمح، الذي يشكل جزءاً مهماً من دورة المحاصيل، وعلى الرغم من انخفاض الأسعار، فإنهم يقللون من مشترياتهم وصيانة المعدات من أجل البقاء. وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فإن المساحة المزروعة بالقمح الشتوي، والتي تشكل حوالي ثلثي الإنتاج الأمريكي، انخفضت بنسبة 7% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق. وتقدر وزارة الزراعة الأمريكية أن مساحة زراعة القمح الربيعي ستزيد بنسبة 1%.