في عصر تزداد فيه مطالب الاستدامة والكفاءة والأمان بسرعة، يمر قطاع المطاحن بعملية تحول جذري. في قلب هذا التحول، تبرز أنظمة الطحن الذكية القائمة على البيانات، والتي توفر تحسيناً في جميع المجالات، من توفير الطاقة إلى جودة المنتج، ومن الصيانة إلى إمكانية التتبع. في عدد مجلة الطحّان لهذا الشهر، نسلط الضوء على تأثيرات التقنيات الذكية التي تعيد تشكيل قطاع معالجة الحبوب.
لطالما كان قطاع الطحن قائماً على التقاليد والدقة الميكانيكية لفترة طويلة من الزمن. لكن تصاعد المنافسة العالمية وازدياد المطالب المتعلقة بإمكانية التتبع والجودة والاستدامة يدفع المطاحن إلى التوجه نحو الأنظمة الذكية لتحقيق ميزة تنافسية. تجمع هذه الأنظمة بين الأتمتة والذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) والحوسبة السحابية وشبكات الاستشعار المتقدمة، مما يغير بشكل جذري طريقة عمل المطاحن.
في مقال كتبته خصيصاً لمجلة الطحان، تتناول الأستاذة المشاركة الدكتورة سيتشيل أوزيل الثورة الرقمية في قطاع المطاحن من منظور أكاديمي وتقني. تستعرض أوزيل بالتفصيل كيف أن مراقبة البيانات في الوقت الفعلي، وآليات اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الأتمتة المتقدمة، تحوّل المطاحن التقليدية إلى نظم ذكية مترابطة ضمن منظومات متكاملة.
يبدو أن مستقبل قطاع المطاحن لم يعد يقتصر فقط على طحن القمح؛ بل بات يعني اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات، وتحسين استهلاك كل كيلو واط من الطاقة، وتقديم مستوى ثابت من التميز في كل دفعة إنتاج.