في تقريرها الأخير عن فلسطين والمنشور في شهر يناير، لفتت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) الانتباه إلى الوضع المزري في قطاع غزة، حيث يتعرض السكان لخطر المجاعة بسبب الهجمات الإسرائيلية. وحذرت المنظمة قائلة اخطر الجوع مرتفع للغاية لأن عتبة انعدام الأمن الغذائي الحاد قد تم تجاوزها بالفعل. ولمنع خطر المجاعة، من الضروري وقف الصراع على الفور وتقديم المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.ب
أدت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى انهيار نظام العيش المحلي في المنطقة وتهجير ما يقارب 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 85% من عدد السكان. وشددت منظمة الفاو على الضرورة الملحة لإنهاء الصراع وعدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية لمنع خطر المجاعة الوشيكة. وذكر تقرير الفاو: اللأسف، تعطلت معظم العمليات الإنسانية في قطاع غزة بسبب القيود المفروضة على الوصول والمشاكل الأمنية، مما أدى إلى تفاقم الأزمةب.
البنية التحتية الغذائية في غزة انهارت
كان للقصف الإسرائيلي تأثير سلبي هائل على توفر المواد الغذائية في غزة، حيث أدى إلى تعطيل كبير لواردات المنتجات الغذائية وغير الغذائية. ويواجه قطاع غزة، الذي يعتمد بشكل كامل على الواردات، نقصاً حاداً في المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والأرز. وجاء في تقرير منظمة الفاو: زاعتباراً من منتصف شهر نوفمبر 2023، استُنفد مخزون دقيق القمح ومنتجات الألبان والمياه والبيض بالكامل. وعلى الرغم من أن بعض مخزونات الزيوت النباتية والأرز والبقوليات لا تزال موجودة، إلا أن استهلاكها قد انخفض بشكل كبير بسبب النقص في مكونات طهي الطعام. وتسبب الصراع في أضرار واسعة النطاق لمرافق تخزين المواد الغذائية ومطاحن الدقيق والمخابز والبنية التحتية للأسواق في المنطقة. وفي حين انهارت الأسواق بالكامل في المناطق الشمالية، إلا أنها لا تزال تعمل على نطاق محدود في المناطق الوسطى والجنوبية. ونتيجة لذلك، لم تعد معظم المواد الغذائية المستوردة متوفرةب.
كما تعرضت الزراعة، وهي قطاع حيوي لاقتصاد المنطقة وسبل العيش فيها، لأضرار جسيمة. وبحسب التقرير، تم تدمير حوالي 30% من المساحات المزروعة بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير أكثر من 20 بالمائة من الآبار المستخدمة للري، كما تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك حظائر الحيوانات ومستودعات المنتجات والمحاصيل الزراعية.
وقد تعرض قطاع الثروة الحيوانية لخسائر فادحة، حيث نفقت أعداد كبيرة من الماشية والأغنام والماعز والدواجن بسبب العمليات العسكرية ونقص الموارد. وصرحت منظمة الفاو: ااستناداً إلى الملاحظات الميدانية، نفق ما يقارب 70 بالمائة من الماشية، و45 بالمائة من الأغنام والماعز، وجميع الدواجن تقريباً (أكثر من 15 مليون)ب.
الصعوبات التي يواجهها الناس في الوصول إلى الغذاء
إن الوصول المادي إلى الغذاء في المنطقة محددة بشدة بسبب انعدام الأمن وتدمير البنية التحتية للأسواق. وأصبح الوصول الاقتصادي صعباً بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض القوة الشرائية للعائلات. وفي الفترة بين شهري سبتمبر ونوفمبر 2023، ارتفعت أسعار دقيق القمح والأرز بنحو 50%، وزادت أسعار الخضروات ثلاثة أضعاف تقريباً. بالإضافة إلى ذلك، أدى النقص في أسطوانات غاز الطهي إلى زيادة الاعتماد على أنواع وقود الطهي البديلة، مما يعرض السكان لمخاطر الجهاز التنفسي. كما يؤدي نقص الأغذية الطازجة والمياه الصحية والاعتماد على الأغذية المعلبة إلى انخفاض امتصاص المعادن والفيتامينات الأساسية.
نداء دولي طارئ للمساعدة
حسب تحليل التصنيف المرحلي للأمن الغذائي المتكامل (IPC)، يواجه جميع سكان قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يعيش 577 ألف شخص في المرحلة االكارثيةب. وحذرت منظمة الأغذية والزراعة من أن خطر الجوع مرتفع للغاية بسبب تجاوز أحد مؤشرات عتبة الجوع بالفعل، وقد حذرت المنظمة قائلة: اإن الوقف الفوري للصراع له أهمية حيوية للوصول دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية وتوفير الدعم الإنساني لإنقاذ الأرواح. ويجب على المجتمع الدولي حشد طاقاته واتخاذ إجراءات فورية للتغلب على هذه الأزمة الإنسانية المتنامية في قطاع غزةب .